قاسم الغراوي ||
لطالما كنت ولازلت متفائلآ بأن الأمور ستتغير في العراق في يوما ما وحتى لا افقد هذا الحلم، كنت دائما اتحدث عن هذا الأمل .
وبين نقدي للظواهر السلبية الشاذة والمواقف الغير انسانية وبين تشجيعي وكتاباتي وحديثي عن الصور الايجابية وان تضائلت احوم بحبري وقلمي لامد خطآ مستقيمآ محاولا مختزلا الزمن للوصول إلى اقصر نقطة امل تحتضن استقرار العراق وخلاصه لكل ماعاناه في رحلة وجوده من دمار وتراجع ونكوص وتشرذم وضياع الا أنني أرى صعوبة في ذلك الا مارحم ربي .
واقع متناقض ومتشابك ، ومتهالك، والعراق ريشة في مهب الرياح لامستقر لها تائة وضائعة تبحث عن وجودها واستقرارها في ظل العواصف والرياح الشديدة.
العراق تحكمه حيتان الفساد ونخرته الأنا وضيعته افكار الأنانية. غابت فيه قوة العدالة والحق ، فتشرذمت اقواله ومواقفه بفعل ساسته الذين شوهوا صورته والوانه .
العراق غاب تاريخه عن ذاكرة السلطة ولم يمتد بصرهم لما بعد الغد فلا مستقبل يرى مرسوم لسنوات .
شحت مياهه وارض السواد عطشى، والإنسان يبحث عن حضن وطن يرتمي فيه ويشم عطر الرافدين وطين الشاطيء.
نحلم به ونفصل تلك الأماني على طول العمر ، نبتسم للماضي القريب، نفتخر ببطولاتنا وتضحياتنا، نقلب اوراق تاريخنا المشرق، لطالما كان العراقي صانعآ للمجد والحضارة متفوقآ في العلم متميزا في العمل ، قارئا ومثقفآ وواعيآ لما يحيط به، ينبوعآ من العطاء ، مصممآ ان يعيش الحياة بالطريقة التي يحلم بها ويريدها، يرسم خطوات الغد قبل ان يخطوا ، يعرف ان الغد قريبآ منه وفيه تتحقق الأمنيات.
العراق بلد لازال يئن من عمق الجراح على قارعة خارطة العالم ولازال متشحآ باحزانه ، والاخوة الاعداء يتفرجون ويتهامسون لهذا السقوط المدوي لكنه لازال يعانق السماء.
العراق لازال ينزف دمآ ولازالت المؤامرات مستمرة والطعنات متتالية تحاول أن تشج حبل الوريد لتنهي وجوده في أرض الله.
فما حدى مما بدى؟
تغيرت الأفكار والمواقف والرؤيا والمفاهيم لاشياء كثيرة فالقيم لاحها الدمار والأرواح فقدت النقاء والعيون ضيعت البراءة والقلوب لم تعد تحب كما كانت. وكان الإنسان كومة من التناقضات والتشظيات التي يصعب لملمتها واعادة صياغتها.
وتشوه الجمال الذي لامس روح العراقي وبدأ الليل يزحف لولا ؛
رجال مشرقين بالمباديء آمنوا بربهم وبقيم السماء وبتربة الوطن فكان العراق عنوانآ.
رجال شذوا (بإيجابية) عن قاعدة الشواذ في المجتمع وهم قلة في هذا الزمن الصعب ولكنهم كثرة بأقلامهم واصواتهم وكلماتهم وتضامنهم ومودتهم .
جراحهم واحدة وهمومهم واحدة ووطنهم واحد، وسماءهم وارضهم واحدة يرسمون لنا الأمل بغد افضل للعراق رغم المحن والالم رغم انقلاب الموازين، املآ سيكون قريبا بإذن الله بهمة الرجال المؤمنين المخلصين الواثقين رغم جسامة التضحيات وكثرة المؤامرات.
العراق لابد أن ينتصر اخيرآ فالعراقي نقيآ وسينهض ليصل عنان السماء ويلامس أحلامه في الحرية والاستقلال والكرامة والقوة .
سيقول العراق كلمته
وإذا قال العراق فصدقوه فالقول ماقال العراق.