قاسم الغراوي||
نظرة للأحداث والفوضى التي اجتاحت الدول العربية تنبانا بمخطط واضح وهو تدمير العرب وتماسكهم وتقسيم بلدانهم وهو ليس بخافي عن الجميع وقد صدحت به مراكز الدراسات وتصريحات الرؤساء ومراكز الاستخبارات الدولية وحتى المؤتمرات.
بدأ طرح مفهوم الفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط في حكم بوش الابن ولايمكن لعاقل ان يتيقن بأن يكون نتاج الفوضى هو أجواء واوضاع إيجابية وسليمة لنتاج ديمقراطية تؤمن بالإنسان وتحاكي حريته وتحافظ على كرامته وسلامة البلاد دون تدخل خارجي.
ماحدث في لبنان انفجار يشبه قنبلة نووية ولكن ضمن معايير اقل تأثير من حيث الوزن والمواصفات والكميات المستخدمة في التفجير،
ومهما كانت نوع التحليلات والمسببات لهذا الانفجار ومن المتهم في ذلك نتفق ان الذي حصل شكل تأثيرا كبيرآ على لبنان وعلى اقتصاده في ظل ظروف صعبه يمر بها وضائقة مالية خانقة إضافة إلى الأثر النفسي على المواطن وتأثير ذلك على الطبقة السياسية التي تحكم البلاد بالتوافق ، واشكالية خطابها الوطني في ظل هذه الأحداث واحداث اخرى مرت بها لبنان من اغتيال الحريري وعماد مغنية مرورا بحرب 2006التي خاضعا حزب الله ضد الكيان الصهيوني حيث تشظى الخطاب الوطني وانقسمت الكتل السياسية تجاه الأحداث.
من متابعتنا لتصريحات المسؤولين اللبنانيين وتاريخ وجود هذه المواد المتفجرة في ميناء لبنان منذ عام 2014 والحديث عن هذه الشحنات التي تم إيقافها والاشكاليات التي رافقتها ومن ثم تخزينها (ونحن لسنا بصدد ذلك السرد) نقول ان هذا التفجير لابد أن يكون بفعل فاعل مع وجود المادة المدمرة.
فلو أخذنا بأسباب اخرى مثلا ان الحرارة أثرت وقد يكون هذا جزء من الاسباب او ان طريقة التخزين ليست مثالية لكن بالنتيجة فإن نترات الامونيوم وكميات تصل إلى 250 طن تقريبا حسب وصف الخبراء تحتاج إلى اسباب تساعدها على الانفجار كتوليد شرارة او صعقة، هذا اولا
اما السبب الثاني فنعتقد ان الخزن لمدة اربع سنوات يوحي لنا غض النظر عن إنهاء القضية فانونيا بإن الموادالمتفجرة
(المفروض) في وضع امن بدليل بقاءها اربع سنوات دون مشاكل.
ومما يدعم توقعنا ان هناك ايدي خفية هو نشاط المخابرات الإسرائيلية في لبنان وانها تبحث دائما عن فجوة او تحاول الحصول على معلومة إستخبارية تسخرها لخدمتها في النيل من حزب الله او ارباكه او محاولة اتهامه من الداخل وتاليب الرأي العام أو تحطيم لبنان لانها محور المقاومة التي يشكل خطرآ عليها.
السبب الثالث الذي يوحي لنا ذلك هو أن العدو الصهيوني يستطيع أن يحلق بالطيران الحربي في أجواء لبنان ويقصف سوريا فما بالك بأنه يسير طائرات مسيرة وموجهة في سماء لبنان لأغراض التجسس والاستطلاع مستهدفا قيادات من حزب الله.
في تصريح لنتنياهو سابق نوه الى امكانية استخدام كل الوسائل المتاحة لتدمير لبنان ومع وجود العملاء والخونه وإمكانية التعاون في هذا المجال لتحقيق هذا الهدف.
السبب الاخير والمهم والذي يخدم امريكا والصهاينه ومن سار في ركبهم من عربان الخليج هو محاولة تركيع لبنان والتأثير على مواقفه الوطنية من خلال التاثير على اقتصاده وتدمير موانئه وتحويل خط الملاحة الى حيفا في إسرائيل هذا من جهة ومن جهة اخرى الضغط على حزب الله من الداخل لنزع سلاح المقاومة باعتبار ان هذا هدف امريكا واسرائيل لحماية امن إسرائيل
ومما يدعم تحليلنا هو تصريح بومبيو وزير الخارجية الامريكية في إحدى زياراته الاخيرة الى لبنان حيث اتهم حزب الله بالارهاب مؤكدا ان الحزب يهدد امن واستقرار لبنان وان على لبنان ان تختار بين الازدهار اوالخراب وهو رسالة واضحة. في حين رد جميع المسؤولين اللبنانيين في موقف واحد كل على حدة من وزير الخارجية الى رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية اللبناني بان حزب الله متمثلا في الحكومة اللبنانية وله قاعدة شعبية وان سلاحة هو ضد تهديدات إسرائيل المستمرة على الحدود.
الان اكتملت الصورة في ربط سلسلة الأحداث والمواقف لتعطي لنا نتيجة واحده هي من المستفيد ومن الذي يسعى لخراب لبنان وتدميره.
اكثر الشعوب العربية تضامنا وتأثيرا بما حصل للبنان هو العراق وهو الشعب الذي يشعر بهذا الألم والحزن نتيجة لما عاناه من قتل وتفجير من القاعدة وداعش ولان لبنان تستحق وقفة مشرفة لمساعدتها والوقوف الى جانبها في هذه الظروف الاستثنائية.
لبنان قصة مقاومة ومواقف وطنية لن تحيد وحزب الله العلامة البارزة في ظل التهاون والتراجع والخيانة والتطبيع العربي وستنهض لبنان مرة أخرى ابية عزيزة وشامخة مرة أخرى وكما غنت لها فيروز؛
انا جئت من لبنان من وطن
ان لاعبته الريح تنكسر
https://telegram.me/buratha