المقالات

التصرف المغلوط..في الإتفاق المشروط

1337 2020-08-09

   محمد الجاسم||

   يترقب المواطن العراقي لقاءً مقترحاً بين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن زيارته الى واشنطن في العشرين من آب الجاري، ولم يتبيّن لحد الآن مضمون برنامج هذه الزيارة ،خارج الرواية الحكومية التي ظهرت إلينا ببيان مقتضب في وسائل الإعلام لمكتب الكاظمي،يتحدث عن قيام رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، الأسبوع المقبل، بزيارة رسمية الى الولايات المتحدة الأمريكية، على رأس وفد حكومي بناءً على دعوة رسمية،وإن الكاظمي سيلتقي نظيره الأمريكي وسيبحثان ملفات العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والتعاون المشترك في مجالات الأمن والطاقة والصحة والإقتصاد والإستثمار، وسبل تعزيزها، بالإضافة الى ملف التصدي لجائحة كورونا، والتعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، دون الإشارة الى ملف تواجد القوات العسكرية الأمريكية في العراق على رأس قوات التحالف الدولي التي تتمتع وحداته العسكرية بالدور الخجول المقتصر على مفردات تدريبية ولوجستية وإستخبارية محدودة..لكن القوات الأمريكة التي تترأس هذا التحالف الشكلي، تسيطر على هيئة ركنه ومصادر تمويله ومشاركاته الجوية،والأنكى من ذلك امتلاك القوات الأمريكية لمجموعة قواعد عسكرية عملاقة في مناطق متفرقة من البلاد دون أن يكون لها دور في مساعدة العراق على القضاء على الإرهاب،بل تعدى واجبها هذا الحدَّ المتفق عليه مع السلطات العراقية وقيادة العمليات المشتركة ، وذهب الأمر الى أبعد من ذلك وأنكى،حين تورطت القوات الأمريكية بقصف معسكرات ذهب فيها ضحايا من الشهداء والجرحى من الشرطة الإتحادية والح.ش.د الشعبي ووحدات من الجيش العراقي ، مرة بقصد القصف والتدمير..ومرة بحجة نيران صديقة، أما جريمة إستهداف القائد العراقي المهندس وضيفه الإيراني في مطار بغداد ، فقد كانت أبشع إعتداء على أهل العراق وسيادته ونظامه السياسي،ما يشكل موطئ قدم للتكهنات بأن الحكومة الحالية إما ضالعة وإما متهادنة مع المجرمين القتلة في البيت الأبيض في اقتراف هذا العمل العدواني الفظيع.      وبعيداً عن لغة الإتهامات،علينا أن نركّزَ على لغة المطالب والمستحقات التي يفترض أن تبرمج زيارة السيد الكاظمي تلك،لاضير مطلقاً من إقامة علاقات دولية مع أطراف متعددة مبنية على المصالح المشتركة،وليست على مصلحة الطرف الأقوى،ويجب على السيد رئيس الوزراء أن يعي أهمية هذا المفصل في بناء العلاقات الدولية،وهو أمر لا يعود له وحده،عليه أن يبادر لرسم خططه بصفته التنفيذية، وانتظار مصادقة البرلمان على ذلك كله.إن أي اتفاق جديد مع الولايات المتحدة يجب أن يمر من خلال الدستور العراقي ويراعي الموقف الواضح للبرلمان العراقي الممثل الشرعي للشعب العراقي،كي يضمن مصادقة النواب على مخرجاته ،والذي عززته التظاهرة المليونية لجماهير البلاد لرفض الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.      من الضروري على السيد رئيس الحكومة،إستمزاج رأي البرلمان وكتله الكبيرة لمعرفة مضمون الزيارة، وما الذي يمكن أن يترتب عليها لاحقا من إلتزامات قد تكون جائرة، سيما وأن ذريعة التعاون الستراتيجي الأمني والتجاري والإستثماري وغيره مع هذه الدولة ذات الماضي والحاضر الإستكباري والإبتزازي،ومن خلال تأريخها الدموي ضد الشعوب الضعيفة الرافضة لهيمنتها،لايمكن بحال من الأحوال أن يكون بديلاً لإنفتاح العراق على محيطه الإقليمي، وكذلك شراكاته متعددة الأغراض مع أهم دول العالم المعاصر مثل الصين وروسيا والإتحاد الأوروبي .      إن علاقات العراق الإقليمية يحددها العراق نفسه،وثمة تحذيرات شعبية ونيابية من أن تخضع هذه الجزئية لصفقة مساومة مع الجانب الأمريكي.فمن المحتمل أن يضغط الأمريكان على الكاظمي لتحجيم التعاون متعدد الطرائق والبرامج مع الجارة المسلمة إيران التي تربطها مع بلادنا علاقات تأريخية متجذرة في وجدان شعبي البلدين، لاتنفصم عراها بالصفقات المشبوهة،وإن خطر التهديدات الإيرانية ،التي تتوجس منها واشنطن خيفةً ورعباً، لاتعنينا بشيء،وعفريت التدخل الإيراني في العراق،أمر سيادي داخلي لايمكن للمفاوض العراقي أن يجعله إلعوبة مساومات مع الجانب الأمريكي لتمرير اتفاقات جديدة لصالح الطرف الأجنبي خلافاً لمصالح العراق.      ثمة قوى سياسية فاعلة في العراق تترقب وتنتظر لتقوِّمَ نتائج هذه الزيارة المرتقبة، وسيكون لها موقف ،ليس أقل من عرقلة المصادقة على الإتفاقيات الجديدة المزمع عقدها وراء المحيط، إذا لم تكن تتطابق مع الحاجة العراقية، الى بلد خالٍ من القوات الأجنبية،وغير مرتبط بأحلاف أحادية الأقطاب الدولية.. وَرُبَّ قَوْل..أنْفَذُ مِنْ صَوْل. ناصريةُ ـ دورتموند / ألمانيا
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك