المقالات

كل شيء يمضي...

1617 2020-08-09

 قاسم الغراوي||   يمكن تلخيص كل شيء تعلمته في الحياة بثلاث كلمات : كلُ شيءٍ يمُر                                  روبرت فروست   كم تبدو أمام زحام المصائب تائهاً ، يعتلج الكلام في صدرك فتجد طمأنينتك حين تبثّهُ في مناجاة القوة التي تنبع من إيمانك بأن ربك معك و أن كل هذه الأقدار تجري بحكمة ، وأن رحمته تسع كل شيء .. كل شيء .. هي القوة التي لا تهتز و لا تموت بفعل إيمانك وعقيدتك وثقتك بالله.  الله حاضر بكل لحظة خفق فيها قلبك راضياً وأنتَ تُجاهد روحك كي ترضى ، ولسانك ألا يزِل و صبرك ألا ينخر الهم فيه و رضاك ألا ينحني ، الله سيُرضيك ويعطيك فترضى.  الإجابات الحقيقية تكمن في داخلك ، في وعيك الروحي .. في انعتاقك من هويتك الجسدية والمادية .. في احساسك بانتمائك في قربك من الله .. فأنت  قريباً منه عندما تمتلك الشجاعة على أن تكون نفسك ، تلك الشجاعة التي تُلهمك الذكاء والفطنة والبصيرة والنظرة الثاقبة ، وتُهديك سبيل الإنفتاح الفكري والحيادية في التفاعل مع الأفكار ، وتُلهمك الثقة والإطمئنان والسكون . أنت تكون قريباً من الله عندما تكون قوياً مُحباً متسامحاً و سعيداً وتثق في الله دون تردد وخصوصا في الأزمات والبلاء والوباء فلا منجي الا الله حينما يعجز العالم عن اكتشاف علاج لذلك، اجعل السكينة تملا قلبك ونفسك الطمانينة وتوكل عليه فالية المفزع في الملمات وبه تفك عقد المكاره.  نفسك المطمئنة هي التي ترى الله بعيون سجيتها ، لا بأفواه الآخرين ! ترى الله بقلبك وبايمانك فيزداد الرضى وتضم السكينة روحك.  ‏يتعافى المرء بكونه مسالماً راضياً يدرك صغر الدنيا فيهون عليه كل أذى .. ويتعافى أيضاً بكونه مؤمناً يدرك أنه ليس للإنسان إلا ما سعى، وأنه سيجد خيراً مما مضى ورأى، إذا ألقى كل البؤس جانباً، والياس وراء ظهره ، وحاول جاداً أن يصنع من كل الظروف التي تحاربه ظرفاً يدفعه لما يريده ويتمناه .  قد تجد روحك أحياناً في وسط معمعة عظيمة شاقّة يطالك جُهدها و كبَدَها وتضيق بك الدنيا وتتوغل الى عقلك افكار الاستسلام او التردد في الايمان رغم أنك مُسالِم ، ومحب للخير لم تمتد كفك و صدرك إلا بالسلام ، مادمت كذلك فثق بربك السلام وارضَ بما قسمه لك فما بعد المخاض الا الولادة ومابعد العسر الا اليسر والله على كل شيء قدير.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك