محمد هاشم الحجامي||
لكل فن مصطلحات توصيفية تسهل تعريف ذلك الفن وتقريبه إلى ذهن المتلقي .
والعلوم السياسة فيها مصطلحات تعريفية كثيرة لفروعه المختلفة .
ومن هذه التوصيفات هي التوصيفات الطائفية لأغراض سياسية ، فنجد مصطلح الشيعة واحد من تلك المصطلحات السائدة والذي يكثر استخدامه منذ سقوط صدام ولحد الان وهذا المصطلح مر بمستويات عدة واستخدامات مختلفة فكان استخدامه في القنوات الفضائية العربية لأغراض طائفية ، في إشارة إلى الحكومة ما بعد عام ٢٠٠٣ وأنها حكومة احتلال وأنهم جاءوا على ظهر الدبابة الأمريكية !! ثم تطور استخدامه في تلك القنوات ليقصد به القرب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
ولكن نلاحظ في الآونة الأخيرة استخدام المصطلح من الشيعة أنفسهم
فهؤلاء يستخدمونه لأغراض شتى مرة لوصف الفساد وأخرى للعلاقة مع إيران وثالثة لسوء الخدمات وحتى الجريمة فكل ما تحصل في العراق مشكلة الا وكان هذا المصطلح حاضرا بقوة!!!
وكثير من مستخدميه ينساقون خلف الإعلام الموجه وكأن عقولهم مستقيلة ؛ سلموها لتلك المواقع والفضائيات دون ان يعوا أن الهدف والغاية هم أنفسهم المستخدمون لهذا النبز وبدونية مخيفة !!!!
فغدا الإسم يشتم كلما حصلت مشكلة في العراق أو لبنان أو اليمن أو أي بقعة يتواجد فيها اتباع ال البيت .
خطورة هذا العمل أن اتباع ال البيت ( الشيعة ) يشتمون مذهبهم بلا وعي وكأن الاسم ارتبط بكل خراب ودمار وتخلف !!! وهذا ما أراد الإعلام الاصفر ايصالهم اليهم .
بفضائية وموقع على النت وصفحة ممولة تلاعب ويتلاعبون ؛
فالفضائية تصور الشيعي العراقي شخص متخلف وساذج وغبي ولايفهم شئ بأمور الحياة وهو فوق هذا بحاجة لمن يوجهه وكأنها تريد القول لابد من إخراجه من السلطة ليحكم العراق الآخرون فهم انفع للحكم واجدى في بناء الدول !!!
وهو لا يصلح لبناء قرية وتنظيم شؤونها فكيف بدولة وتوازنات مجتمعية ودولية معقدة .
والموقع يبحث في كلمة هنا في التراث أو هناك عليها اشكال أو تحفظ يستغلها ليقول هذا هو مذهبكم .
والصفحات تنشر أخبارا زائفة عن كل ما هو محسوب على التشيع وينساق خلفها المراهقون ولا اقصد هنا صغار السن فقط إنما فيهم من تجاوز الستينةوهو لا يعي الامور ، وعقله يتقبل كل موبقة تقال عن مذهب ال البيت .
الكلام لا قيمة له أن لم يكن صدى مؤثر يتفاعل معه المتابعون وياخذونه مأخذ الحقيقة التي لا يتسلل إليها الشك من قريب أو بعيد ...
الشيعة لا يختلفون عن أي مجموعة دينية في العالم فيها مشارب قومية واثنية مختلفة وتحوي ثقافات مختلفة .
يراد هزيمتهم داخليا حتى يجلدون ذاتهم ويسقوط كل رموزهم ويحرقون تاريخهم الناصع بترهات واخبار زائفة ومشاريع مشبوهة ؛ لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع .
الاخرون ليسوا افضل حالا منا ماضيا وحاضرا فتاريخهم تأريخ طغاة ومجرمون وقتلة وهتك أعراض وتدمير حضارات وإبادة شعوب بكاملها ، فهاهي الدولة العثمانية حكمت العراق خمسة قرون اين آثارها وكيف كان تاريخها ، دولة فساد وانتهاك حرمات وشعوب تعيش الفقر والتخلف والانحطاط ، بنت إمبراطورية واسعة لكنها خاوية من الداخل هشة أمام الآخرين وما جاءتها مواجهة حقيقية حتى انهارت وكشف الغطاء عن حجم الخراب والتخلف والحياة البدائية لشعوبها ..
الأديان والمذاهب ليست الحاكمة بل هم أفراد لبسوا وتلبسّوا بثياب القداسة ؛ فكشفت عوراتهم وكانت النتيجة لوثت قداسة التشيع فأستغل المتربصوب هذا لإسقاط طائفة بأسرها ....
https://telegram.me/buratha