لجميع المهتمين الذين يريدون التعرف على النموذج النظري والعملي لأجيال الحروب ، من الجيل الاول الى السادس وكما قدمه مفكرو الحرب الامريكيين في كتبهم ، هنا العراق نموذج لدولة واجهت كل اجيال الحروب ومازالت تواجه اكثر الحروب حداثة : ١- خاض صدام الجيل الاول من الحرب مع ايران (جيش مقابل جيش) وانتهت الحرب بعودة صدام الى اتفاقية ١٩٧٥ التي حارب لأجل الغاءها! مع خسارة جيشه وسلاحه وطيرانه ودروعه ومديونية تصل الى ٢٠٠ مليار$. ٢- خاضت اميركا الجيل الثاني من الحرب في عاصفة الصحراء(جيش تقليدي مقابل قوة تحالف جوية وصاروخية تدمر اهدافها دون استخدام الجيش) فحدثت مجزرة الجيش العراقي وهو ينسحب عشوائيا من الكويت. ٣- الغزو الأمريكي للعراق ٢٠٠٣ حرب من الجيل الثالث لانها اعتمدت تدمير البنى التحتية للعراق ، فكانت آثارها سياسية اقتصادية اجتماعية شاملة اعادت العراق قرنا الى الوراء. ٤- في ظل الاحتلال الامريكي واجه العراق الجيل الرابع من الحروب عندما بدأت عصابات القاعدة حربها الطائفية البشعة التي استمرت من ٢٠٠٦ الى ٢٠١١ في بغداد ومراكز المدن ووضعت العراق على حافة حرب اهلية. ٥- برعاية اميركا واسرائيل واتباعهما من دول المنطقة بدأ الجيل الخامس من الحروب في العراق ٢٠١٤ فاجتاحت عصابات داع ش التكفيرية المتوحشة ثلاث محافظات ، رافقتها حرب اعلامية طائفية واسعة ركزت على اذكاء الفتنة وفتاوى التكفير والقتل واستباحة الحرمات. ٦- برعاية اميركا واسرائيل واتباعهما بدأت الحلقة الأخيرة من الجيل الخامس من الحروب ، توغل عصابات الجريمة المنظمة في الوسط والجنوب بحجة التظاهر ، وممارستها القتل والحرق واقتحام الدوائر والمساجد ، ترافقها حملة اعلامية من البذاءة والسب والشتم للاسلام ولشيعة العراق ومهاجمة عقائدهم ومرجعيتهم وتأريخهم وتقاليدهم والحشد الشعبي ورموز المقاومة ، واثارة الفتنة والصراع داخل المجتمع الشيعي ، ومازالت الحرب مستمرة . لمن يريد معرفة اجيال الحروب من الجيل الاول الى الخامس فعليه التأمل بأحداث العراق من سنة ١٩٨٠ الى الآن ٢٠٢٠ اربعون سنة من التطبيقات الميدانية لكل ما كتبه خبراء الحرب الامريكيين حول اجيال الحروب وتحولاتها. اذن يمكن بسهولة ان نتوقع احتمال ان تطبق اميركا واتباعها سياقات الجيل السادس من الحروب على العراق . يتميز الجيل السادس بأن الدولة المهاجمة تتظاهر بمحاربة الإرهاب لكنها تقدم الدعم اللوجستي والعسكري له من التكنولوجيا المتقدمة والصواريخ والطائرات المسيرة ودعم العمليات الانتحارية ، ومهاجمة المدنيين وقوات الأمن ، والسلوك الوحشي كالذبح والحرق والسيارات المفخخة وتوظيف شبكة التواصل والمعلوماتية والتزييف الاعلامي والاشاعات والدعاية وتشجيع الفساد وحماية الفاسدين لتخريب الدولة من باطنها وتشجع فقدان الثقة بالنظام ، والشعور بفقدان الأمن على جميع المستويات، وبث اخبار كاذبةعن انتصارات وهمية للإرهابيين على الأرض لبث المزيد من الارتباك واليأس. وكما اجتاز الشعب العراقي اجيال الحروب الخمسة مقاتلا صابرا متماسكا متفائلا سينجح في دحرهم في الفصل الأخير .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha