المقالات

حياتي مع المنبر الحسني /جامع البيضان


 

يقع هذا الجامع في منطقة شعبية تسمى ( خمسة ميل) الى جوار الجامع مضيف من القصب بناه المرحوم الحاج صدام شبيب , حيث كان الرجل فريضة المنطقة الجنوبية .

تعود اصول العشيرة الى قبيلة البو محمد ,ويغلب طابع التدين على البيضان والالتزام القوي بآراء المرجعية , اضافة لوجود الحاج صدام واخوته ودورهم في حل المشاكل العشائرية في البصرة والمنطقة الوسطى والجنوبية . فاصبح مضيفهم ومجلسهم الحسيني من المجالس الكبيرة في البصرة .

وقد لاحظت اثناء تشرفي القراءة فيه زخم الجمهور الكبير الذي يحضر المجالس, فكان لشدة الازدحام والمواضيع التي كنت اتناولها تلك الفترة سببا لاستقطاب الجمهور والشخصيات الدينية والاجتماعية من خارج المنطقة, كان الشارع المقابل للجامع يغلق من كثرة الجمهور الحسيني . وجميع البيوت المجاورة يخرجون فراشا لجلوس النساء خاصة . وقد استنفرت المنظمة الحزبية قواها لمراقبة المجلس برمته, ولا زال بعض الاخوة من شيوخ البيضان يقولون انه لم يتحقق ذلك العدد غير تلك الفترة .

استمرت مجالسي في جامع البيضان منذ عام 1995م اكثر من خمس سنين , وكانت حافلة بعدد الحاضرين , ومن الحوادث السياسية التي ابتلينا بها , ان حدثت ثورة الحجارة في الضفة الغربية وفلسطين تلك الفترة . فتم ابلاغي من قبل شخص يرتدي زيتوني ان ادعو بالانتصار لثورة الحجارة , والدعاء للرئيس صدام حسين . ومرت المجالس دون ان اذكر اسم صدام او الدعاء له .تكرر التبليغ اكثر من مرة , وكنت اعلل السبب بالنسيان . فقرروا اعتقالي وغلق المجلس الحسيني.

كان ذلك في حياة الشيخ حميد شبيب البيضاني رحمه الله, ابلغوه انه اذا لم يذكر اسم الرئيس صدام هذه الليلة فهو مطلوب للتحقيق ( يعني اعتقال) انتهى المجلس كالعادة لم اذكر صدام ولا حزبه بالخير , نزلت من المنبر وتفرق الجميع ذلك اليوم , الا المرحوم الحاج حميد . جلست بجانبه وطلبت منه نقلي الى داري , قال اليوم انت معتقل , وانا اعاهدك اما نموت سويا او اخلصك من البعثيين .

بقيت جالسا لأكثر من ساعة, عندها جاء الحاج صبري صدام البيضاني , يبدو انه كان يتفاوض مع مسؤول المنظمة حول عدم اعتقالي , جلسوا جميعا , وقال لهم حاج صبري , كلموه واسمعوا وجهة نظره في الموضوع فسألني رفيقهم الكبير , لماذا لم تنفذ طلب الحزب وتدعو للرئيس صدام ..؟ وفقني الله بجواب لم يكن على بالي .

قلت انا لو دعيت للرئيس صدام حسين هنا في جامع البيضان ولثورة الحجارة ,من يسمع دعائي غير الجالسين وبعض المستمعين في البيوت القريبة من المسجد . اذا كنت جادا وتحب ان ندعوا لثورة الحجارة وللحزب ولصدام حسين , اصدروا اوامر بنقل المجلس مباشرة من تلفزيون البصرة , ليرى العراقيون كلهم ودول الجوار حبنا للقيادة وثورة الحجارة , اما ان ادعوا في جامع البيضان في خمسة ميل . امر ليس فيه فائدة .

فقام الرفيق وجماعته ,انسحب وهو خائب لأنه لا يتمكن ان يرد ولو رفض ستحسب عليه كوني بينت حبي للقيادة وثورة الحجارة ,اتذكر قال حاج حميد رحمه الله.(هاي شلون دبرتها ..؟ قلت من الله والحسين(ع) . ولكن اصدروا امرا بإنهاء المجلس الحسيني .

 

الشيخ عبد الحافظ البغدادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك