محمد هلشم الحجامي||
الإعلام هو الوسيلة الأهم والانجع في تمرير البرامج والرؤى وإعادة صياغة العقول وترتيب المفاهيم التي يراد زرعها في ذهن الجمهور . يبني قناعات ويهدم أخرى ويستعمر عقول ويحرر أذهان فهو اليوم الرقم الأول في أي مشروع يراد صياغته وهو أشد فتكا من كل أساليب التخريب المعهودة .
يقوم عادة على أذرعٍ عدة منها القنوات والصحف والاذاعات وغيرها .
وحديثا دخلت هذا المعترك وسائل التواصل الاجتماعي ؛ ولعلهاّ الأشدُ تأثيرا ً من بين كل تلك الوسائل في وضعنا الراهن ؛ فهي بلا ثمن وبلا كادر ولا كشف لهوية الشخص القائم عليها غالبا ؛ وطرق استعمالها بسيطة غير معقدة ولا يرتبط العامل بها بلوازم محددة والأهم يستعملها في أي مكان أو زمان شاء .
وما حصل في العراق من استخدم الخصوم كل الوسائل المتاحة واستثمروا كل طريقة يصلون بها لذهن المجتمع.
وكان تاثيرُها الأقوى خلال السنين القليلة الماضية ؛ عبر بث الدعاية وترويج الشائعات وبناء قناعات معينة وتوجيه المتلقي نحو فكرة ما وصولاً إلى إعادة صياغة تفكيره بشكل يتناسب مع أهداف القائمين عليها ...
ففسدت عقول وتلوثت قناعات وتخلخل البناء الاجتماعي بقيمهِ وسلوكهِ وقواعدهِ التي بقيت عقودا يرتكز عليها .
حصل هذا بصفحات ممولة ومساهمين لا يملون ولا يترددون في الدفاع عما أرادوا تمريره ، وترسيخه في مخيلة المجتمع .
هذا الإرباك الاجتماعي والسياسي والأخلاقي اشعل حرقةً في قلوبِ كثيرٍ من الخيرين والمؤمنين .
لكنه وللأسف بقي نارا لم يُطبخْ تحتها مشروعٌ اعلاميٌّ ناضج إنما بقي الأكثرية منا يندبون كالثكلى ؛ ويصيحون كالغرقى : شوهوا مجتمعنا وخدعوه وزوروا الحقائق .
ماذا فعلنا أمام الهدم والدمار لا شيء غير النحيب وكأننا سلبت إرادتنا وقيدت قدراتنا وليس هذا وحسب بل نستنكف من تعليق هنا أو اعجاب هناك لأفكار تصحيحية أو رؤى تحاول الوقوف أمام هذا العبث والتخريب وكأننا لا نجيد إلا لغة الجنائز !!
ايها السادة المحترمون
الحياة غالب ومغلوب فلا يكفي انك صاحب حق لتبقى متصدرا المشهد بل لابد من عمل وتفاني في الدفاع عن هذا الحق وتثبيته وتجذيره بحيث يصمد أمام أعتى عاصفة أو اقوى زلزال مدمر من سفسطات الخصوم ونهيق الاعداء ، ولو أجرينا إحصاءً سريعاً لخصوم البعث لوجدناهم بالالوف لكنهم في الغالب مختبؤن يخجلون من إظهار مظلوميتهم خوف تعليق هنا أو نقدٍ هناك . وكأنهم سلبوا الإرادة والعزيمة ؛ يُلقي كلٌ منهم على الاخر مسؤليةَ التصدي يحسبونه عملاً كفائياً إن قامت به مجموعة سقط عن الآخرين !!!
فعاش الضحايا وخصوم البعث العفلقي حالة انبطاح مخيفة أمام هجمات البعث الجديدة وأساليبه المستحدثة التي بدأها باسقاطهم شعبيا حتى ينقض عليهم جسديا وهم مازالوا مخدرين غارقين في سبات عميق .
ايها الضحايا ......
استفيقوا لن تخسروا شيئا فما هي إلا صفحة ممولة هنا أو صفحات شخصية تتفاعلون معها بتعليق أو اعجاب أو مشاركة لتخلقوا جوا جديدا ورؤيةً مختلفةً وستجدون غالب المجتمع يتفاعل معكم وتعود البوصلة بأيديكم توجهونها أنى شئتم .
أما الجلوس كالعجائز يائسين من الحياة فهو لعمرك الموت الزؤم والنهاية الحزينة لامة وأفراد ومقدسات ؛ خوف شتيمة مراهق أو صبي مسموم بتخريفات البعث .