محمود الهاشمي ||
لكل منظمة او حركة او حزب او تيار سياسي ثقافة ،حتى ان الاعلام غالبا مايعاجل بنسب اي حدث الى جهة معينة مستعينا بتاريخ هذه (الجهة) الذي يمثل ثقافتها في التعامل مع الاحداث !!
قبل ان تبرىء المحكمة الدولية( حزب الله )من عملية اغتيال الحريري فان جميع المؤسسات الاعلامية والشخصيات السياسية كذبت خبر تحميل حزب الله المسؤولية ،والسبب ان منهج (الاغتيال) ليس من ادبيات واخلاقيات هذا الحزب .
منهج حزب الله هو منهج الحسين (ع ) الذي يتعامل مع عدوه بكل وضوح وشجاعة ،وهذا الامر يتمدد على جميع فصائل المقاومة الاسلامية ،سواء في فلسطين او لبنان او اليمن او الجمهورية الاسلامية او العراق ،ولو كانت فصائل المقاومة تعتمد مبدأ (الاغتيالات) لتم اغتيال المئات من العناصر الذين يؤذون المقاومة في سلوكهم واعلامهم وينالون من رموزها .
ماتتم من عمليات اغتيال سواء للمتظاهرين في بغداد او المحافظات الجنوبية انما هو جزء من ثقافة دولة (الاغتيالات) التي هي الولايات المتحدة فقد استخدمت هذا المنهج مع جميع من ظفرت بهم وخططت لهم على مساحة الكرة الارضية ممن يقفون ضد مشاريعها والقائمة تطول في ذكر الاسماء من اغتيال (رودلس) الاكوادور إلى قتل ( عمر توريخوس ) رئيس بنما مروراً ب(لومبوبا) زعيم الكنغو لم تستثني ( سي آي أي ) حتى اقرب حلفائها واشهرهم وهو زعيم الشمال الفيتنامي ( نغو دييم ) الذي كان يدهم الضاربة لعدوتهم فيتنام الجنوبية الى اغتيال (جيفارا) الى (ابطال النصر ) وهذه الجرائم من الاغتيالات يعترفون بها ويرون فيها تدبيرا وشجاعة وخدمة للقيادات التي قامت بها لاعادة انتخابهم .
امريكا ليس شرطا ان تغتال من يقف في وجه مشروعها بل في كثير من الاحيان تستخدم الاغتيال والتفجير لشخصيات قريبة منها لاثارة الفتنة للوصول الى اهدافها فمثلا اغتيال (الحريري) جاء لاخراج سوريا من لبنان واضعاف المقاومة وقد نجحت في اخراج سوريا بعد تغطية اعلامية كانت معدة مسبقا قبل الاغتيال !
الناس الذين تم اغتيالهم في ساحة التحرير اثناء اليوم الاول للتظاهرات في تشرين كانت اصاباتهم دقيقة (الرأس والرقبة) وما تم الاعلان عنه ان عددهم تجاوز ال(600)ضحية كثير منهم كان بعيدا عن موقع التظاهرات جاء للتسوق وغيرها ! هؤلاء تم قتلهم بنفس نوع الاطلاقات حسبما سمعنا واشتعلت وسائل الاعلام" المتضامنة "مع التظاهرة من قناة دجلة الى الشرقية الى الرشيد الى هنا بغداد الى الحرة عراق الخ تطالب بدمائهم وتدعو الجهات الامنية لالقاء القبض على الجناة والقصاص منهم !!
بعد تقديم الاستقالة من السيد عادل عبد المهدي بايماءة من المرجعية الرشيدة ومجيء السيد مصطفى الكاظمي توقفت المطالبة من قبل هذه القنوات اعلاه من المطالبة بدم هؤلاء (الشهداء) !! حتى ماعادوا يسألون عنهم قط ،مع ان الكاظمي قد توعد في برنامجه بالقبض على الجناة والثأر للضحايا !!
المشكلة ان الذين عملوا في ماكنة الاعلام لمناصرة (تظاهرات تشرين) استلموا مناصب مهمة في حكومة الكاظمي واقفلوا تماما عن ذكر الضحايا وما عادوا يسألون قط !!
بعد اغتيال الخبير الامني هشام الهاشمي امام منزله في منطقة (زيونة) كنا نعتقد ان عملية القاء القبض على الجناة لاتكلف اجهزة الامن سوى ساعتين ،باعتبار ان هذه المنطقة ملأى بالكاميرات بما في ذلك (بائع اللبن) لكن حين سئل الاعلامي والناطق الرسمي باسم الحكومة (الان) السيد احمد ملا طلال عن سبب عدم المسك بالجناة من قتلة الهاشمي اجاب (هذا الملف شائك) !! امر عجيب حقا ان واجب الدولة ان تحافظ على ارواح الناس ،بما في ذلك (الراقصة بالملهى) اذا تعرضت للقتل فان الاجهزة الامنية لاتكف حتى تلقي القبض على القاتل !! هذا الامر يتمدد على الضحايا في الناصرية والبصرة ،حيث تتم عملية الاغتيال ثم
تختفي معه التحقيقات عن الجناة .!!
بالمقابل تتولى وسائل الاعلام توجيه التهم الى من (ترغب) دون المطالبة باستقدام الجاني ،حيث يبدو ان العملية تتم لاجراء تصعيد والوصول الى هدفٍ ،اما الضحية فيذهب دمه ويضيع!!
هل من المعقول ان اغتيال (هشام الهاشمي ) اصبح (ملفا شائكا ) وان ال(600) ضحية في التظاهرات لم نستطع ان نمسك بجانٍ واحدٍ من الفاعلين ؟ اكتفى الاعلام بالاعلان ان السيد الكاظمي امر باقامة نصب لضحايا التظاهرات واعتبارهم ضمن (قانون مؤسسة الشهداء )!!
هل هذا يكفي ؟ وان الدولة التي لاتستطيع كشف جرائم (اغتيال ) كيف لها ان تحافظ على ارواح الناس وممتلكاتهم ؟
قصة الاغتيالات تبدأ بالشكل الاتي حيث يتم انتخاب شخصية قريبة من سوح التظاهر او السفارة الاميركية او القنصلية ولديه سجل مميز في ذلك وقبل اغتياله يظهر له منشور
ينال فيه من الحشد او المقاومة او الرموز الدينية بعدها تصله رسائل تهديد باسماء مختلفة ثم تتم عملية الاغتيال ،وتظهر اللقطات المثيرة للضحية وهو مقتول لتسجل الحادثة ضد مجهول بينما الحادث وسط مراكز المدن الملأى بالكاميرات ورجال الامن والناس !! ويترك الحدث وتذهب الاصوات الى حيث (التهم الجاهزة)!!
ليس هنالك من عملية اغتيال الا واعقبتها (اقالة) حتى باتت الاقالات في ذي قار بالمجان ويمارسها الصبيان !!
الان تشتعل البصرة والمتظاهرون لم يفكروا لحظة ان يبحثوا عن (الجاني) لانهم معبؤون وفق مشروع مخطط (حرق وهدم مقار الاحزاب الاسلامية ) وكان من المفروض ان يتم الضغط على الاجهزة الامنية والحكومة للقبض على الجناة ،وحين زار وزير الداخلية البصرة منع (مرور السيارات المضللة)!! واقال مجموعة من الضباط بما فيهم رشيد فليح لانه قال (امريكا والسعودية واسرائيل وراء اعمال العنف بالتظاهرات )
لاشك ان تظاهرات البصرة هدفها اقالة المحافظ العيداني تكريما (لخصومه) الذين وافقوا المشروع الاميركي ،وسواء كان العيداني ناجحا او فاشلا .
المظاهرات ستستمر في الجنوب والوسط حتى اقالة اي شخصية غير محسومة الولاء لامريكا ،وسوف تتمدد التظاهرات الى السليمانية حتى يؤتى بعناصر قريبة من (برهم صالح) اما بقية المحافظات فان لم يضمن ولاؤها سوف يكون لها ذات المصير .
المخطط يقول (خروج قوات امريكية ومجيء حكومة امريكية ) سواء جرت الانتخابات او لم تجر بعد ان فقدت الاحزاب الممثلة لمناطق الوسط والجنوب ثقة جماهيرها بها وقد اشتعلت النيران بمقارها !!
اما (المغفلون من الشباب) فسيواصلون منهج الحرق حتى يحرقوا منازلهم بايديهم ،وفي النهاية يأتي عليهم (مسؤولون معلّبون) ) مثلما هؤلاء الذين استلموا مناصبهم في حكومة الكاظمي دون ان يسألوا عن (سائق الستوتة)
من الضروري (الان) متابعة الدعوات الى استخدام السلاح من كواتم وغيرها لانها ستستخدم ضد من ؟
فمثلما غاب الهدف في التظاهر سيغيب هدف استخدام الاسلحة والخاسر هو الشعب الذي سيفقد الامن والامان في ظل تفشي الوباء ايضا .
https://telegram.me/buratha