[ ولا تَقْتُلوا أنْفُسَكم ] ان الشريعة المقدسة كانت من الشرائع المتكاملة في قوانينها ، و نظمها وتمتاز بتوازن قراراتها . ففي نفس الوقت الذي حثت فيه على نصرة الحق ، كانت حريصة ان هذه النصرة لا تتسبب بهلكة ، او الضرر الحتمي ، الا في موارد ضيقة تعرضت لها الكتب الفقهي . حتى كانت حرمة دم المؤمن افضل من الكعبة ، وكما جاء في السنة النبوية المطهرة عن الرسول الخاتم الأعظم محمّد بن عبدالله (ص) وهو يخاطب الكعبة المشرّفة: "ما أطيبكِ وأطيبَ ريحكِ، ما أعظمكِ وأعظم حرمتكِ، والذي نفس محمّد بيده، لحرمةُ المؤمن أعظمُ عند الله حرمةً منكِ: ماله ودمه، وأن نظنّ به إلاّ خيراً" . و لكن ما نراه اليوم في ايام محرم الحرام من التجمع امام المواكب و باعداد كبيرة و متقاربة جدا من اجل الاكل و الشراب ، و مع عدم الالتزام بوسائل الوقاية الصحية ، هذا الشيء غير صحيح ومخالف للضوابط الشرعية و العقلية ، وهذا الامر بعيد كل البعد عن المنهج الحسيني و بعيد عن شخصية الحسيني الواعي ، الفاهم و المدرك عن الماهية و الكيفية التي تكون فيها الاحياء بناء و فعال و هادف لشعائر الحسينية . ان الاحياء الحسيني يجب ان يعكس للمجتمع ، الالتزام بكافة الضوابط ، من الحفاظ على الجانب الصحي ، و الجانب الخدمي من الحفاظ على النظافة وخصوصا اماكن مواكب العزاء ، و استهلاك الطاقة الكهربائية بالصورة الصحيحة خلال سحب التيار الكهرباء من الشبكة ، و الاطفاء بعد الانتهاء من العزاء ، و عدم الاسراف باستخدام ماء الغسالة و بقائه على شكل مياه اسنة ، و عدم ترك النفايات التي تؤدي الى غلق ممرات ماء المجاري . اما الجانب الامني يجب الاهتمام به ، و الاخبار عن كل شيء غير طبيعي ومخالف للنظم والقوانين . محل الشاهد : على المعزين معرفة ان الامام الحسين ( ع ) ، لكي نقوم باحياء ذكراه واعلان الحزن لمصابه علينا وعلى نحو الوجوب الاخلاقي و العقلي و الفقهي والقانوني ان نتوجه نحو سلوك الطريق الصحيح ، من خلال الالتزام الشرعي أأكد الالتزام الشرعي بوسائل الوقاية الصحية و بخلافة المعزي يعرض نفسه الى ارتكاب الحرام من خلال توجه الضرر لنفسه و للمجتمع ، و هذا خلاف النهج المعزي الحسيني الحقيقي . اللهم بحق الامام الحسين ( ع ) ، احفظ الاسلام واهله والعراق وشعبه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha