ان التحدي الذي تواجهه الاحزاب الممسكة بالسلطة هو كيفية المحافظة على وجودها بعد أن انتفض الشباب في ثورتهم التشرينية الغاضبة عليهم متهمين إياهم بنهب ثروات البلد وترك الشعب يخوض الصراع من أجل العيش واستشراء الفقر ، والذي وصل بهم حتى الى ممارسة العنف ضد كل من يخرج عليهم والمطالبة بابعادهم عن السلطة ، حيث يعتقدون انهم الاولى بالحكم واستحقاقهم لكونهم جاهدوا لسنين طويلة من اجل تحرير العراق . ان التظاهرات قد احدثت هزة عنيفة داخل التحالفات واصابت بنيتها وتتجه نحو التفكك والبحث عن بديل للبقاء في الساحة السياسية وما تحالف الاصلاح والاعمار الذي افرز تحالف عراقيون بقيادة السيد عمار الحكيم الا دليل على ذلك ، وهناك بوادر بتفكك تحالف الفتح والبناء وهناك من يفكر بانشاء تحالفات جديدة وتحت مسميات اخرى لخوض الانتخابات القادمة بعد اخفقت التحالفات الحالية في التعاطي مع الاحتجاجات والتظاهرات في ايجاد الحلول للمشاكل التي تواجه الحكومة واخفاقاتها في تقديم الخدمات وتوفير الوظائف . هناك انباء بأن الأحزاب الممسكة بالسلطة.. بدأت تشكل أحزابا جديدة بقيادات شابة بعيدة عن الواجهة كسبتهم من ساحة التظاهرات او من اعوانهم كانوا مشاركين فيها وغير معروفين لدى المتظاهرين لخوض الانتخابات القادمة .. تحت أسماء مستمدة من شعارات ومطالبات المتظاهرين .. لتظهر نفسها على أنها خرجت من رحم التظاهرات .. بعد أن نبذها الشعب وعرفت مصيرها المحتوم ، وتشير الانباء عن تشكيل أكثر من ثلاثين تحالفا يستعد للدخول في الانتخابات القادمة ، ويأتي ذلك على حساب جمهور المتظاهرين الذين قدموا التضحيات من الشهداء والجرحى ، حيث انهم لم يستطيعوا من تنظيم انفسهم داخل كيانات او تجمعات لتسجيل نفسها في مفوضية الانتخابات بسبب عدم وجود الدعم القيادي والمادي حيث تكاليف التسجيل العالية التي تبلغ بحدود 25 مليون دينار ، والامر الاخر ان الذين تقدموا المتظاهرين قد حصلوا على مناصب حكومية وتخلوا عنهم وتركوهم يتخبطون في قيادة التظاهرات حيث انقسموا على انفسهم واستغل اخرون من التابعين للاحزاب قيادة وتوجيه التظاهرات لتحقيق اهدافهم للبقاء في السلطة او العودة اليها بقوة . ان الذي يستطيع التقلب ويغير جلده ويتلون حسب معطيات المرحلة التي يعيشها في ظل الأوضاع السائدة والمتغيرات يكون قد تخلى عن مبادئه ، ويسير خلف المصالح الانانية ومقتضيات المرحلة عند فقدانه للمكاسب التي يعمل من اجلها على حساب الوطن والمجتمع لا يصلح ان يبقى وعلى المجتمع أنهاء وجوده لكي لا يكون استمراره في مواقع السلطة عبئا عليه ويتحمل مساوئه التي لا ينفك عنها عند ممارسة وظائفه المصلحية فيها ، ويتطلب من المتظاهرين تنظيم صفوفهم وبناء تحالفات وطنية من اجل خوض الانتخابات والتصدي للاحزاب الحالية وسحب البساط من تحت اقدامهم .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha