عندما تقرأ الشخصية الحقيقية لمسلم بن عقيل ( ع ) ، ذلك القائد صاحب العصمة الثانوية تربية بيت الرسالة المحمدي ، و تجد ما نسب له في تاريخ القضية الحسينية تجد الظلم الكبير ، تجد امورا سارت و مرت و صدقت و كأنه حقيقة ثابته ، رغم ان عدم إثباتها و اضح جدا ، بل انتساب تلك الامور الى مسلم بن عقيل ( ع ) ، معناه الطعن بقيادة و ادارة القائد العام الذي اختاره وهو الامام الحسين ( ع ) ، و الطعن بقيادة و حنكة القائد المرسل و هو مسلم ( ع ) ، وسنقوم بالتعرض لقضيتين فقط ونترك النقاط الاخرى لمناسبات اخرى ان بقيت الحياة . فنجد مثلا مما نسب : اولا : صلاة مسلم بن عقيل في المسجد وانسحاب الناس من خلفه . العجب كل العجب بذلك ، حيث مسلم بن عقيل لم يكن تكليفه الظهور الظاهر المعلن التام الى ان تأتي ساعة الصفر ، فكيف لمسلم ان يصلي و اين في مسجد الكوفة ؟ ، و العجيب ان مسجد الكوفة ملصق لقصر الرئاسة ، فهل يعقل لقائد مثل مسلم يصلي في وقت كانت مخابرات وسلطة بن زيادة تعتقل على قدم وساق كل مناصر لخط محبين الامام علي ( ع ) و من بعده من الائمة ، هل يعقل ان القائد يعرض نفسه ، و اتباعه للكشف و الاعتقال ، ثم لو فرضنا ان صلاة و اقعة فمن الطبيعي لا يوجد مصلي خلفه من الاصل لان هل شخص يصلي في مسجد بجانبه القيادة العليا للعدو ؟ !!! ثم كانت من تكليف الموجه الى مسلم بن عقيل ( ع ) من قبل الامام الحسين ( ع ) ، ( تنظيم امر الجند ) ، و كما نعلم ان الكوفة سكانها ليس مدنين و ان الكوفة اسست في زمن عمر بن الخطاب سنة ١٧ هجري و هي مدينة عسكرية تجمع المقاتلين و عوائلهم و لذلك اجمعهم مقاتلين ، فكان وظيفة مسلم اعداد المقاتلين و يعدهم ، و يتابع احوالهم ، ولذلك بن اثير المؤرخ يقول : ان مسلم ( ع ) قسم جيشه اربع كتائب ، كتيبه قائدها المختار ، كتيبة قائدها حبيب بن مظاهر الاسدي ، كتيبة قائدها مسلم بن عوسجه ، كتيبة قائدها كندي العباس الكندي ، فكان هم مسلم اعداد الدعم لكربلاء و ابطال خطط العدو بالكوفة ، فهل مثل مسلم قائد محنك يكون متوجه لصلاة في مسجد معرض الأنظار العدو وهو لديه تكليف مصيري الالهي ، ثم هل مسلم قائد اعد العدة ولم يتفحص جنده حتى يخذله انصاره ؟ !! ، هذا كلام فيه منقصة للقائد والقيادة والكلام يطول النتيجة لا نؤيد هذا المورد . ثانيا : قضية مسلم و طوعة ومن روى ذلك هو الطبري الاموي ، ولنا فيها ملاحظات نسردها باختصار وكذلك المحققين اخرين سجلوا تلك الملاحظات ايضا ومنها : ١ : ان مسلم يستجيب لطوعه ويعرف عن نفسه ، كيف لقائد في محنة الخذلان و الحصار و يعرف عن نفسه ، اليس من الاولى عدم التعريف . ٢ : لماذا انتظر بلال بن طوعه لصباح ليخبر عنه ، وهي كانت جائزة كبير لذلك بل كان الاولى عدم الانتظار و التوجه لتبليغ عن مسلم ( ع ) لضمان عدم الهرب ونرى شخصية بلال وهمية . ٣ : مسلم ( ع ) ورد انه اشترى الدور و الاسلحة و غير ذلك الكثير الذي أعده فهل يحتاج لدار طوعه ٤ : طوعة كانت في بيت الامام الحسن( ٩ ) سنوات فهل يعقل لا تعرف مسلم ( ع ) ، ومسلم ( ع ) لا يعرفها ؟!! ٥ : النص والحوار الذي دار بين مسلم ( ع ) ، وطوعه ضعيف جدا وفيه ذلة السؤال والموقف و حاشا لمسلم ( ع ) ذلك ان ما طرح في قضية مسلم ( ع ) و طوعة عن طريق الطبري الاموي و من سار على روايته ضعيف جدا ، اذ ماقسناه بشخصية مسلم ( ع ) وتاريخه الطيب . و ان الاصح والحقيقة ان طوعة من الشخصيات التي كانت مناصرة لمسلم بن عقيل ( ع ) و من نساء المجاهدات مسبقا و ان التفاصيل المذكورة و المتعارف عليها اليوم كانت مشكوكة و كثيرة الخدش و وضعت لغايات اخرة . ان مسلم بن عقيل ( ع ) ، شخصية قيادية شجاعة ذكية كان الاولى دراسة تاريخها بصورة صحيحة و ان يستفيد منها الكل عسكريا وسياسيا و بالصورة الصحيحة . نسال الله حفظ العراق وشعبه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha