المقالات

الكاظمي  ليس خيار المرحلة .. هل لديكم من حل؟


 محمود الهاشمي ||

 

لا نريد ان نشكلك بتوقيت الاعلان عن عدد ( الدواعش ) الذين تقول الامم المتحدة على لسان نائب الامين العام بأن عددهم (١٠) الاف ما زالوا يتنقلون بين سوريا والعراق ، ولكننا نسال :- لماذا تم الاعلان عن ذلك في وقت بدات القوات الاجنبية بالانسحاب من الموقع الثامن لها بالعراق ، فيما ازدات الهجمات الارهابية في المحافظات الغربية وديالى وكركوك بشكل متواتر ومنتظم بحيث تقدر الاحصائيات الامنية ان اقل عدد للمهاجمين من الدواعش من (٩٠- ١٢٠ ) وان هذه الهجمات شملت جميع المواقع الامنية دون استثناء . ؟

العراق الان في معادلة امنية (معقدة ) اذا لم يتبصر بها المعنيون بالشأن الامني فاننا امام سيناريو خطير على مستقبل وحياة الناس ,المعادلة بالشكل الاتي :-

١- انسحاب القوات الاجنبية من الموقع الثامن , دون رغبتها .

٢- ازدياد الضربات الموجعة للمقاومة على مواقع القوات الاجنبية وقطع طرق  الامداد .

٣- تصريحات القيادات الامريكية انها (باقية) وتعيد انتشار قواتها بالعراق والمنطقة لمحاربة الارهاب ومراقبة  (التحركات الايرانية ) .

٤- ازدياد الهجمات الارهابية على قواتنا الامنية بمختلف صنوفها ومهامها .

٥- عودة مهاجمة المزارات الشريفة كما حدث مع مزار ( ابراهيم بن مالك الاشتر )

٦- اعلان الامم المتحدة عن تواجد عشرة الاف ارهابي يتنقلون بين سوريا والعراق ،وهو رقم ليس بالقليل .

٧- دخول القوات التركية الى العمق العراقي وتشريد المئات من المواطنين وقتل العشرات.

٨- عمليات اغتيال تطال (ناشطين ) في محافظات الجنوب .

٩- دعوات لبعض (الناشطين ) مدعومين بغطاء اعلامي خارحي لتشكيل خلايا (اغتيالات ) واقتناء  الاسلحة الكاتمة .

١٠- ارتفاع مستوى الاحتجاجات في البصرة والناصرية ليتم استخدام الاليات الثقيلة في تهديم مقار الاحزاب الاسلامية .

١١- انزعاج  لبعض السياسيين والنواب من انسحاب القوات الاجنبية من التاجي .

١٢- اقالات  وتنقلات من الوزارات والمؤسسات الامنية بشكل ملفت وفيه استفهامات كثيرة .

١٣-هجمات وتفجيرات تطال العديد من كبار الضباط في الجيش   ومكافحة الارهاب وغيرها .

١٤- السفارة الامريكية ببغداد تنصب منظومة دفاع جوي قرب المبنى في سابقة غير معهودة .

١٥- فشل المنظمومة الامنية في اداء واجبات في كبح العنف بسبب الضغوط الحكومية والاعلامية .

امام هذه ( المعادلة ) اعلاه يكون البلد قد دخل مرحلة معقدة لايمكن لحكومة بنوع (حكومة الكاظمي ) ان تفعل شيئا لمواجهة هذه التحديات ،خاصة وان الكتل السياسية في ( شبه غيبوبة) وعاجزة عن ايجاد الحلول ، يقابلها تفشي كورونا وتوقف مجلس النواب عن جلساته ، وتوقف اغلب النشاطات الاقتصادية وارتفاع مستوى البطالة والتظاهرات (السلمية ) في بغداد ،بالشكل الذي عطل حركة السير وغلق معظم منافذ المنطقة الخضراء .

الكتل السياسية وان اجتمعت على راي ان (الكاظمي ) غير قادر على مواجهة هذه المخاطر وهو واقع بين قلة خبرته السياسية وضغط (الحاشية ) بمختلف مستشاريهم ومراجعياتهم الداخلية والخارجية وعدم وجود غطاء سياسي يدعمه ،فيما الجهات التي كدحت من اجل وصوله ل(المنصب ) باتت ترى في فترته غنيمة للاستحواذ على المناصب ومهاجمة الخصوم يقابله  معادلة (الصراع ) بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية التي تحتاج الى (سياسي محترف ) لادارتها ،حيث تعمل امريكا على ابدال (الانسحاب الاميركي بحكومة اميركية )  وذلك مصدر ازعاج وتهديد لأيران ،التي ترى في الوجود الاميركي حصاراً لها .

الكتل السياسية التي اجتمعت ،حتى وان قررت اقالة (الكاظمي ) لكن السؤال :- هل قادرة ان تأتي بافضل منه ؟ الحقائق تقول انه امر (صعب ) لان الخيارات (متشابهة ) واذا ما جيء ب(القوي الامين ) فانه لابد من استخدام جميع مصادر (القوة ) لاستتباب الامن ، والقضاء على الفساد ، ومواجهة التدخل التركي و ( التفرد ) في الاقليم و (فوضى الجنوب ) والقضاء على الجهات الارهابية ، ولابد من الاتيان بفريق حكومي بصلاحيات وغطاء سياسي ، لان البرلمان ما زال قادرا على قلب المعادلة ، وكذلك لابد ان تكون الشخصية ( المختارة ) موضع تقدير عال لدى القيادات العسكرية بكل تنوعها  . ناهيك ان تحظى برضا ( المرجعية ) ، والتوزانات الدولية .

السيد الكاظمي في زيارته الاخيرة  الى الولايات المتحدة والى البصرة يكون قد انهى جدلية شخصيته بعدم القدرة على ادارة  المرحلة الراهنة ، ويبقى السؤال :- ماذا عن الكتل السياسية؟

الكتل السياسية واقعة في (وحل الازمة ) وغير قادرة على انقاذ نفسها كي تنقذ شعبها ،وليس لديها من (جواد )تراهن عليه بعد ان فقدت ثقة جماهيرها ،وهذا الامر تمدد على الجميع بما في ذلك الوضع في الاقليم الذي ينذر ب(انفجار ) ، فما عند السليمانية من احداث تنتظرها اربيل ! الانتخابات باتت اشبه ب(الوهم ) وليس هناك من بصيص امل لانجاحها سواء في المال والتحضيرات اللوجستية وغياب جلسات البرلمان لحسم التعديلات ،بالاضافة     الى ضبابية الساحة السياسية وعدم قدرة المواطن ان يفرز الاسماء والعناوين القادرة على انقاذ البلد من محنته . ساحات التظاهر صنعت (خيبة ) كبيرة لدى الاوساط العامة بعد ان فشلت في انتاج شخصيات فاعلة ، واصبح عنوانها امام المجتمع ( الحرق و التدمير ) .

الامريكان يريدون ان يخرجوا من العراق دون ( جلبة ) ودون ان يتركوا الساحة الى نفوذ غيرهم ، و يرون في اطالة مدة (الفوضى ) منفعة لهم لانها تبقي( شبح دولة ) وهذا يولد القلق والاحباط ليزرعوا افكارهم في جيل الشباب من نقمة على الدين وقبول (التطبيع ) !!

ايران تعمل على  عراق (خالٍ ) من القواعد الاجنبية  يوفر لها مصدر راحة واطمئنان على بلد تربطه بها تاريخ  وعلاقات مشتركة ومتعددة ، وترى  فيه بعدا  استراتيجيا ل( المقاومة ) .

المؤسسات العلمية والجامعات اكتفت بالانطواء على نفسها بعد ان شهد كوادرها  ان التجربة السياسية غير متفاعلة مع انجازاتهم  .

ان افضل الحلول ان يتم اختيار شخصية ( قوية ) تدير البلد ادارة مركزية على مدى عشر سنوات تثّبت فيه اركان الدولة اولا  وتبعد الفاسدين ،وتأجل حسابهم الى حين ،لانهم تمرسوا في مفاصل الدولة وخبروا مناطق ضعفها.  . ان طبقة السياسيين مازالت في ((الصدمة)) ومازالت ((المفاجآت )) تعطل فهمها للاحداث ولاتقبل ((النصيحة)) ولا ((تقبل الاجيال الجديدة)) ولا ((التنحي)) ،ومازالت تقاتل باسلحتها (التقليدية) ذاتها وكل اجراءاتها هو (تأجيل لضمورها) لاغير .

سائرون (يحتضن انصاره) ،والحكمة (غارق بالخيال )،والنصر (بلا هوية) وحزب الدعوة مجرد (المالكي) وفصائل المقاومة مازالت تمسك بالبندقية واحزاب الاقليم تشبه احزاب المناطق الغربية تستنسخ خلافاتها دون ادنى تجديد  ،والاعلام العراقي دون بلا استراتيجية لانه لايملك استراتيجية سياسية يعمل بها ،وقد تحول الى مصدر قلق للمواطن .اما الاعلام الرسمي فمن النادر ان احدا يطالع جريدة الصباح او يتابع قناة العراقية ومشتقاتها !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك