[ أمّا بَعْدُ، فَإنّي لا أعْلَمُ أصْحاباً أوْفَى وَلا خَيْراً مِنْ أصْحابي، وَلا أهْلَ بَيْتٍ أبَرَّ ولا أوْصَلَ مِنْ أهْلِ بَيْتِي، فَجَزاكُمْ اللهُ عَنِّي خَيْراً، ألا وَإنِّي لأظُنُّ أنَّهُ آخِرُ يَوْمٍ لَنا مِنْ هَؤُلاءِ، ألا وَإنِّي قَدْ أذِنْتُ لَكُمْ، فَانْطَلِقُوا جَميعاً في حِلٍّ لَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنِّي ذمامٌ، هذا الليل قَدْ غَشِيَكُمْ فَاتَّخِذُوه جَمَلاً ] هذا النص الوارد من الامام المعصوم عضو منظمة الأسوة الحسنة الحسين بن علي ( ع ) ، في يوم الطف ، ولا مجال ولا نقاش ان القول حقيقي الوجود لا مجاز فيه ، ويعتبر امرا اداري الهيي اتجاه من صدر الامر بحقه ، ويكون ساري المفعول بكافة الخصائص و الامتيازات . ان الوارد في كل الابحاث المطروحة ، بخصوص اصحاب الامام الحسين ( رضوان الله تعالى عليهم ) ، ان المدح الذي صدر من الامام الحسين ( ع ) ، اتجاه من كان معه في ساحة المعركة حصرا ، و كان ذلك الصدور المبارك معلل لسببين : ▪︎ الاول : تضحيتهم ، و▪︎الثاني صفاتهم الطيبة . ولكننا لنا راي اخر في القضية ، او لنقول قراءة لنص من جانب اخر . ان الراي الذي نتبناه : ان قول الامام بمدح اصحابه بانهم خير الاصحاب ليس كما ذكر فحسب ، من تضحياتهم و صفاتهم ، وانما هي خصوصية لامامة الامام الحسين ( ع ) ، بمعنى ان كلا من ناصر الامام الحسين ( ع ) ، ونصره و وقف لجانه يكون خيرا من غيره ، وهذا ليس باعتبار ان منزلة خير الاصحاب ناتجة من عظمة الموقف الصادر ، وان ذات الموقف كان مستحق تلك المنزلة ، بل باعتبار ان فعله كان صادرا بأتجاه الامام الحسين ( ع ) و ذلك داخل في دائرة خصائص إمامة الامام الحسين ( ع ) ، فكان بذلك مستحق تلك المنزلة . والا واقعا عبر التاريخ هناك من انصار الامام علي ( ع ) والامام الحسن ( ع ) ، ولم يحصلوا على هذه المنزلة ابدا ، ولكن نال هذه المنزلة فقط عندما اكمل مسيرة نصرة الحق والتحق بنصرة الامام الحسين ( ع ) ، اذن ان اصحابي خير الاصحاب تعتبر لإمام الحسين ( ع ) ، خاصة به وكرامة له ، دون الائمة البقية وكان البيان من كلمة الامام الحسين ( ع ) امرين : ▪︎الاول : بيان احد الخصائص المتعلقة بأمامته ▪︎ الثاني : بيان الخير لمن دخل . ضمن دائرة تلك الخصائص . ان الامام الحسين ( ع ) ، كانت له من الخصائص خاصة به دون الائمة الاخرين ( ع ) ، حتى ان النصوص الواردة بينة هذه الحقيقة ، وسجلت لنا و اوضحت عدة خصائص خاصة بالامام الحسين ( ع ) ، فكان ( ع ) ، ابا الائمة ، والشفاء بتربته ، وسيد الشهداء ، وبركات زيارته التي تفوق غيره من الائمة الاخرين ( ع ) ، ونحن نظيف : خير الصحبة معه . واكدت الشواهد النبوية ان كل الائمة ( ع ) سفن النجاة ولكن سفينة الامام الحسين ( ع ) اسرع . محل الشاهد : بل نحن ننظر ايضا ان مقولة اصحابي خير الاصحاب لم تكن مقيدة الزمان والمكان ، وهي شمولية الى ما بعد الطف ، فلا يوجد قيد ملزم ومقيد ذلك الفضل ، بواقعة الطف ، وخصوصا ان عرفنا بالبحث ان زمن انطلاق الكلام كان قبل المعركة ، اذن لم يقيد خير الصحبة بالشهادة بل قيد خير الصحبة بالموقف الطيب المناصر للحق المتمثل بطريق محمد وال محمد ( ع ) ، وعليه يكون كل من وقف اتجاه طريق الامام الحسين ( ع ) في ذلك الزمان و هذا الزمان ، موقف المناصر و يكون مشمول بالصحبة والنصر ، وهناك نص يثبت ذلك نترك التعرض له في مناسبات اخرى محل الشاهد : يا ايها الناس .. يا ايها المؤمنين .. يا ايها العراقيين ان معركة الطف لم تنتهي وان نصرة الامام الحسين ( ع ) لم تنقضي ، وان معركة الحق مع الباطل ، سارية وان طريق محمد واله واضح وان طريق اعداء هذا الطريق هم ايضا اليوم اصبحوا من الواضح عداءهم للحق واهله ، وعليكم ان تحددوا انتم مع من ؟ مع من دافع على شرف النساء ، وحرمة الوطن ، ودافع عن العقيدة و دين الحق و مناصريه ؟ ام أنكم تنصروا اعداء طريق الحق ، الذين يعتبروا ان طريق محمد واله العدو الدود !!! ، هل تنصر من ينصر نهج امريكا واسرائيل ، ام تنصر من ينصر الدين واهل الدين ؟ وانا لله وانا اليه راجعون
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha