د. هاتف الركابي||
لقد كان يومكم ايها المعزين قد رسم خط السماء الذي تتجلى فيه الحرية والكرامة والعزة والشجاعة .
كربلاء اليوم كانت جسور العشق والغرام الحارق بالرثاء والفجيع وطوفان الدموع ..
جئتم للحسين الذي علم الدنيا أن الموت بقاء ، وأنه لايتكرر وأن ثورته استثناء ، وكلما اردنا الحديث معه نشعر بالفناء، جئتم للحسين النبيل الذي في محرابه شفاء وهو أول الرفض ، وهو السر الذي ملك قلوبنا مذ رضعنا ابجديات وجودنا في ارض الله ، ومذ كنا نبحث عن وجهه الذي يبحث عن قطرة ماء..
يومٌ أصاب فيه يزيد قلوبنا كما يقول الاخ جابر الخير الله .. لتنزف دماً وآهات وعَبرات .. يومٌ لاتشبهه الأيام.. يوم إنكسار تسشعره روحي، ولايغادر ذهني مشهد رجل مُلِئَ شهامة يحيط به الأنذال من كل صوب، يطلبون أن يمرغوا كبريائه بالتراب، ولا أملك أكثر من دموع تسيل بحرقة وآلم يعتصر قلبي.. إننا لاننصره بأكثر من دموع ..
في هذا اليوم الذي يقرح القلوب والمآقي ،، في عاشوراء ومع الحزن الشديد يستشعر المرء إنسانيته حينما يؤلمه أن يتسلط اللئيم على الكريم والعزيز ..
واي عزيز أكبر من الحسين أبن علي أبيِّ الضيم تحيط به ضباع العرب من الوحوش، يطلب من ينصره فلا يسمع سوى حسرات زينب وسكينة وقلوب أطفال يفطّرها العطش واللوعة على ابٍ ستدوس الخيول صدره بعد قليل ..
اليوم برسالتكم هذه ايها العراقيون اوصلتم ان الطف هو معركة الاصلاح التي انتصر فيها صوت العدل على الظلم والفساد ، أوصلتم رسالة بأن الأعداء يتكاثرون وانتم وحدكم في ساحة المواجهة ، فكونوا كالحسين جيش من الكرامة والكبرياء تصنع التاريخ بشموخ وعطاء، بجموعكم المليونية اليوم ستسقطون نظرية الطائفية والعرقية التي تدعو لها ( قنوات الفتنة الغارقة في دجلة ) ، بجموعكم ستزرعون ثقافة الحب والتعايش والحوار التي أرسى دعائمها الحسين ..
نحتاج الى رعاية ووقفة علمائية جادة وحقيقية لتهذيب مراسيم عاشوراء واعطائها ابعاداً هادفة ، فكربلاء كانت تضحية ايقضت الضمائر النائمة ، فالحسين هو منار المعذبين والمظلومين ، وهو رافض الأذلاء ، وأن الانحراف سوف لن يدخلنا في المحراب ،،
أيها العراقيون المحملون بكل مواجع الحروب والأحزان عزائكم قد حفر في الواح الطين وحزن الجنوب وانين الامهات ، انتم تراجيديا كربلاء ونبل العباس وصبر العظيمة زينب .. فهناك من له حسيناً وعباساً وزينباً غير حسيننا وعباسنا وزينبنا .. لان الحسين الذي لايهدينا الى الحق ولايزرع في نفوسنا الكرامة والإباء والانسانية هو ليس الحسين بن علي الذي خرجت لأجله الجموع المليونية اليوم ،، وحسيننا ليس هو حسين المتحكمين والمتملقين بدوافع الطمع وحب السيطرة والسطوة وحب الجاه والمنصب ..
حسيننا هو الصدمة العنيفة في الوجدان التي ازالت الخوف والرهبة من الواقع المرير ..
سيضاف تراثكم العاشورائي الى التراث العالمي ليضيف للعالم روعة الشجن الحسيني الانساني ، لانريد من يرقص على جراحنا ويوقعنا في الكذب والدجل والزيف ..
شكراً للمعزين ،، شكراً للعراقيين المخلصين ،، شكراً للقنوات الفضائية المخلصة ( شكراً هنا بغداد ، والرشيد ، والبغدادية ، ) كنتم مخلصين في تغطيتكم المتواصلة ليلاً نهاراً .. دعائي للمعزين بموفور الصحة والعافية وأن يبعد عنكم الوباء والبلاء ..والسلام على الحسين ..
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha