الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي||
واحدة من العناوين البراقة والجميلة التي تتصدر المواقع المختلفة والصحف والمجلات الاقليمية والعالمية هي عنوان (حقوق الانسان), وقد ركز هذا العنوان عمله على مستوى المنظمات المختلفة, والمواقع الرصينة والمدعومة بالشبكات الدولية والتي تنادي جهاراً ونهاراً بالحقوق الانسانية أو تدعي ذلك لتجعل لنفسها مكانة في قلوب الناس وتشغلهم عن أهدافها الرئيسية والتي تكمن في خدمة الدول الاستعمارية والصهيوأمريكية والتي تتراقص على جراحاتنا المثخنة بدماء الشهداء والجرحى تاركين خلفهم الآلاف من الثكالى وأهل العوز في ظل ضمائر لا تمت إلى الانسانية بصلة.
أن المنظمات التي تدَّعي حقوق الانسان عمدت إلى تزيف الحقائق وقلب الموازين لصالح الظالمين على امتداد تاريخها الحافل بالنكبات والجرائم, فبعد أن سرقت عددا كبيراً من أبناءنا المثقفين بتجنيدهم لممارسة تشويه الحقائق وقد أصبحوا أدوات بيديها بعد أن تم تزويدهم بالثقافة العكسية عبر قناة اللاوعي فتصورا أنهم يحسنون صنعاً وقد انغمسوا في قمامة الشيطان, فلم يفرِّقوا بين أصحاب الحق وأصحاب الباطل؛ بل عمدوا إلى الباطل حتى صاروا عوناً له؛ لأنهم ينظرون عبر نافذة محددة لا ترى إلا وجهاً واحداً على جانبي العملة.
إن الشباب الواعي والمثقف ينبغي عليه أن لا يتأخر كثيراً في التفريق بين الواقع الصحيح والمزيف؛ لأن ذلك سيكون له الأثر الأكبر في التوجه والعمل, فمن الثابت عندنا ضرورة معرفة الحق لتعرف أهله, فإذا توفقنا لمعرفة الحق سنتوفق لمعرفة أصحاب الحق فلا ننخدع بما يظهر من ظاهر المجتمع بشكل عام والمنظمات بشكل خاص, وعلى الجميع أن يلتفت إلى خطورة الوضع وعدم الانسياق إلى الدعوات التي تتزين بالمطالبة بحقوق الانسان بشكل غير عملي؛ بل تحاول أن تسخر منا لتثبت حضوراً في سجلات المطالبين أو تتغافل في الكثير من الاحيان عن واجابتها الرئيسية التي تبرعت بالدفاع عنها أو انها من بين اهتماماتها النصية بحسب القانون والواقع.
واليوم بعد أن تنصلت المنظمات الدولية الانسانية عن واجباتها الانسانية في اليمن ونيجيريا ووقفت موقف المتخاذل من قضيتهم؛ بل وقوفها مع أعدائهم بالسكوت عن الجرائم التي ترتكبها الوهابية السعودية ومحور الشرِّ معها في اليمن وكذلك ما ترتكبها القوات الحكومية الظالمة والمنظمات الارهابية في نيجريا تحت رعاية الامم المتحدة والشيطان الأكبر, لم يبقى أمام المجتمع الانساني إلا طرد المنظمات التي تدعي الانسانية ولا تعمل عليها, وكذلك التصدي إلى قرارات الامم المتحدة التي ثبت أنها قرارات منحازة إلى ارادات دولية ظالمة تتمتع وتتعطش إلى مزيد من الدماء وفي مختلف أرجاء المعمورة سيما في الدول التي لا تريد أن تخضع لضغوط أمريكا الظالمة.
إن مسؤولية تحقيق العدالة مسؤولية جماعية مشتركة, وعلى الجميع أن يتعاون عليها؛ لأن التأخير يتسبب في تحمل الاثم الجماعي, وينبغي على الحكومات الوطنية اعادة النظر في وجود المنظمات الدولية التي تدَّعي الانسانية في مختلف الدول وتعمل على طرد المنظمة أو تصنيفها على انها من ضمن القائمة السوداء وابعادها عن الوطن ما لم تعْدل عن مواقفها الهزيلة التي تبيَّن منها أنها تعيش في أسر الارادات الظالمة؛ بل هي من عبيدها ويعملون من خلالها على مساندة الظالمين في البطش والظلم واسكات صوت الحق وطمس معالمه بالوقوف بوجهه, كما هو الحال في التعامل مع ملف المظلومين من أبناء اليمن الصامدة ونيجيريا المنهوبة.
https://telegram.me/buratha