ان الذين كتبوا السيرة الحسينية لم ينقلوا الينا الا جانب المأساة ، ولذلك ارى ظلمنا الامام الحسين ( ع ) ، لاننا اخذنا منه جانب المأساة ، و استغرقنا في كل جراحاته ، وفي كل آلامه ، ونسينا ان الحسين ( ع ) الامام ، و اقتصرنا على حسين ثورة ، وشخصية الحسين الثائر ، إنما هي من عمق إمامته ، فإمامته اعطت للثورة شرعيتها في كل انطلاقتها و خلفيتها وما الى ذلك . اننا نريد ان نأخذ من الامام الحسين ( ع ) كله ، بمواعظه ، و بوصاياه ، و بأخلاقياته ، و بفقه . فالحسين ( ع ) حمل بعض ملامح الرسول الاكرم ( ص ) في ما عاشه في طفولة معه ( ص ) ، وتجد فيه ملامح السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) في ما عاش في أحضانها من كل انفتاحات القيم الروحية والمسؤولية والشجاعة ، وتجد فيه الامام علي ( ع ) في كل شموخ البطولة والشجاعة ، و رحابة الفكر والثقافة ، وتجد فيه الحلم ، والخلق العظيم ، فيما عاشه مع الامام الحسن ( ع ) ، وقد لا تجد شخصية في التأريخ حملت كل هذه العناصر ، وكل هذه الملامح . نعم هناك ثوريين قتلوا أو استشهدوا ، هناك شخصيات حركية تحركت ، ولكن لم نقرأ في التأريخ بأجمعه الاسلامي وغير الاسلامي ، شخصية بعد رسول الله ( ص ) والإمام علي ( ع ) ، شخصية بمستوى شخصية الامام الحسين ( ع ) ، لذلك فأننا يجب ان نقدم شخصية الامام الحسين ( ع ) ، في كربلاء بكل هذه العناصر ، لا فقط بجانب المأساة ، لكي نجعل من شخصية الامام الحسين ( ع ) مجدا للامة من تاريخها الذي ينفتح على حاضرها ، ويتحرك في صناعة مستقبلها . يا ابناء الامة الاسلامية الكرام الامام الحسين ( ع ) ، امام معصوم وأبا الائمة ( ع ) ، فلا يختزل كل ذكره ووجوده بإقامة الشعائر فقط هناك جوانب ثقافية وفكرية على المستوى النظري والتطبيقي يجب ان نعمل بها على المستوى الذاتي والمجتمع لكي نسعد و ننتصر و نتوحد . نسال الله نصر الاسلام والمسلمين
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha