ماجد الساعدي||
كان جي غارنر ، اول حاكم امريكي للعراق ، مازال في الطائرة، متوجها الى بغداد ، ولم يكن بول بريمر ، مطروحا كحاكم مدني للاحتلال على العراق، ولم يكن مجلس الحكم قد تشكل بعد ، اما الاحزاب ، فانها اما ماتزال في الطريق البري ، المؤدي الى بغداد ، او تحمل معداتها ، في لوريات للبحث عن مواقع لها، واما انها جاءت محمولة جوا مع الامريكان ، لم يكن ثمة شيء واضح ، حتى الان ، والفضائيات جديدة علينا ، تحاول تقريب المسافة ، والقوات الامريكية ، ما زالت تجوب الشوارع ، وترمي قناني المياه على السيارات ، لتتوقف او تطلق النار، حين تصاب بالذعر ، في هذه الأجواء، اطلت علينا سيدة طويلة ، ممتلئة وذات صوت اجش ، على قناة فضائية ، وقالت مانصه ، لعد الله يقبل ، همه كاعدين عالبخيخ ، واحنا الشمس ، دخلت لبيوتنا ، وسمطنا الحر ، لعد هي هاي الديمقراطية ، الله يخليك حجي ، لم افهم وقتها ، من كانت تقصد ، لكنها بهذا تكون قد اسست للحظة الصدام ، والرفض الاولى بين طبقة المبخوخ عليهم ، من السبلت ، وبين طبقة الناس ، الذين يرقدون ، تحت شمس ، المبردة القديمة ، والتي تصدر هواء حار للجماهير ، وبعد سنوات صعبة ، وبعد سلسلة متغيرات دراماتيكية ، تتعلق بالامن ، والاقتصاد ، والصراع السياسي، وانخفاض اسعار النفط ، ودخول الواتساب ، والفايبر ، والتلغرام ، والانستغرام، والسكايبي ، على خط الاتصالات ، وبعد ظهور برامج ، عرب آيدل ، وذا فويس ، ورامز يلعب بالنار ، وتوب توينتي ، وانتخاب الرئيس ترامب ، واغتيال السفير الروسي في تركيا ، وفي لخظة خاطفه ، وفي قناة فضائية اخرى ، تظهر ذات السيدة الطويلة ، ذات الصوت الاجش، ( ياربي وين شايفها ) وهي تقول من جديد ، وبعد كل تلك السنوات ، ( لعد الله يقبل همه كاعدين عالتدفئة ، ولابسين صوف ، واحنا المطر دخل لبيوتنا ، وكاتلنا البرد ) لعد هي هاي الديمقراطية ، الله يخليك حجي . الفضائيات تاريخيا ، هي التي اسست لشكل العلاقة ، بين الطبقة السياسية ، وبين الشعب ، والتي استمرت حتى اليوم ، واذا ترددت اطلب السيد حميد الهايس ، على عجل واسأله ، وسيقول لك ، ( عش يابا، يريدون يزوجون بنواتنا ، والله يابا ذولة هتلية ، الله وكيلك هتلية ، دعوا بنواتنا القاصرات ، يلعبن المراجيح ، دعوهن يذهبن الى المولات ، ملاذهن الوحيد ، دعوهن يتابعن المسلسلات التركية ، ويتحسرن ، فو الله لن نترك قاصراتنا ، تحت رحمتكم ) ، اشغلهم ياكربولي ، اشغلهم ، فكلما كان لهم فراغا ، استلوا لك قانونا عن الحامض ، والاوزو ، ورفاقهما ، بعد ان مصوا شيف البلاد ، ورموه كليمونة معصورة على جروحي ، درت ملح عاليمون ، وما غزر ملحنا ، اليوم نجرب الحموضة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha