المقالات

لقاء مع فاسد..!

1317 2020-09-02

 

واثق الجابري|

 

جلست ذات يوم مع فاسد أعرفه، وإذا به يحدثني وكأنه معلمٌ للأخلاق والنبل والنزاهة والوطنية والأخلاق والإستراتيجية، وصفته فاسداً ولا أملك ملفات تدينه، وكل ما أعرفه انه كان من المحرومين قبل العام 2003م، وأصبح الآن يتحدث بالمليارات والعمارات والسيارات والسفرات.

الحديث الذي جمعنا، كأي حديث يومي يتحدثه العراقيون وهم متذمرون من الفساد، يتبادلون الحسرات والآهات على ضياع مليارات الدولارات، وعدم جدية وغياب مسؤولية وضعف الرقابة، لفساد ينهش جسد الدولة ومواطنيها، ولا أحد يستطيع إيقاف إنتشاره ،في ظل  تفشي الفساد وقوانين تساعد على إنتشاره، وبيروقراطية تحكم المؤسسات.

تحدث لي وهو يلعن السياسة والأحزاب والمسؤولين التنفيذيين والتشريعيين، بل حتى المواطنين الذين يعدهم سبباً لعودة الفساد بإختيار الفاسدين من خلال بيع الأصوات أو الإنتخابات تبعاً لولاءات حزبية أو عشائرية أو طائفية، ويذهب أكثر ،فيتّهم كثيراً من النخب والأعلام الذين هم بنظره يجاملون تبعاً لمصالحهم مع الجهات السياسية، حتى وصف البيئة أنها مناسبة لنمو الفساد،و يقول ثمة تفاخر بالفساد، ويتهم النزيه بالجبن، أو أنه فاسد، ويتظاهر بعكسه كي لا يُطلع أحداً.

استوقفي الكلام، وكأني أجلس أمام معلم شخص نقاط الخلل، ومنها يمكن إيجاد حلول وعلاجات للداء المُستشري في جسد الدولة، إلى حد أنه اتهم جماعات كثيرة، وعدَّ أفعالها فساداً مباشراً وغير مباشر، حتى تلك التي ينتمي إليها، وكأنه المخلص الوحيد، وفساده جزء من عمل خيري يقوم به، ولم يتبقَّ معه إلاّ آحاد بعدد الأصابع لم تتلطخ أياديهم بالفساد،.

إن حديثه لا يختلف كثيراً عن سياسيّين وأفراد، لو أتيحت لهم الفرصة لكانوا أشد فساداً، وكما يظن  أن إنتقادهم هو لغرض المنافسة وليس للإصلاح، كما ويصف الفساد بالسوء، فمعارضوه أسوأ، لذلك يقبل به ولا يرضى بالخروج منه خوفاً من الأسوأ، وشعرت من حديثه أنه يحاول إعطاء التبريرات، ولذا يعدُّ الفسادَ شجاعةً وإقداماً على تحسين ذات الفرد إجتماعياً ومادياً، وأنه فرصة قد لا تتكرر، ولابد من إستغلالها أبشع إستغلال، والموجودون جميعهم يبحثون عنها ولم تُتَحْ لهم، أو أتيحت بأقدار متفاوتة ،والعبرة بالنتائج.

أصبحت جملة من الاستنتاجات والاستفهامات واضحة، ولا أتجرأ بالسؤال عن سبب الثراء  وآليات الحصول عليه، فهو يرى وكغيره ممن تورطوا بالفساد، أنها منافسة، ولها قوانين مشجعة ومجتمع، يرسم بيئة مناسبة، ولم يَبقَ عندي إستفهامات، سوى أن أضيف هذا الحديث وأقول إلتقيت بفاسد وهكذا بقية الفاسدين، ومنهم من أبعد تفكيراً، ولا يهمه إن احترق البلد، كي يستمر الفساد، وكأنه يقول بطريقة مباشرة:« لماذا لا تكون فاسداً؟!»

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك