🖋️ الشيخ محمد الربيعي||
التأريخ دون لنا نموذجين من الشخصيات ، وتعرض لصفات كل نموذج ، وبين هناك شخصية تمثل الحق ، وهناك شخصية تمثل الباطل ، ولكن التاريخ و وجوده في حياتنا بحكم دستور القران الكريم و ملحقه السنة النبوية الشريفة ، بين هناك شخصيات يجب ان تتبع وتكون سارية الوجود الحقيقي في حياتنا ، وإعطائهم صفة الأسوة الحسنة ، واما الشخصيات الاخر ، لم يأتي الامر ان نستغرق فيها الا بقدر النموذج ، فنلاحظ ان القران الكريم تعرض لشخصية فرعون التاريخية وهو مثال الباطل ، ولكن لا من اجل ان نستغرق في شخصيته ، ولكن لنأخذ هذا النموذج ، نموضجا لكل الفراعنة ، وقدم لنا نبيه موسى ( ع ) ، وهو مثال لشخصية الحق ، لنأخذ منه نموجا لكل الذين سيرون في حركة الرسالات وحركة النبوات .
ولذلك قدم لنا القران الكريم المنهج الذي من خلاله نتحرك وهو القدوة الحسنة [ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لم كان يرجو الله واليوم الاخرة وذكر الله كثيرا ].
اذن شخصية التي يجب الإبحار فيها والتعمق بكل تفاصيلها بل وبكافة حركاتها وافعالها وسكناتها وهي الاسوة الحسنة ، والتي تمثل الحق ، والشخصية الاخرى التي تطرح فقط كنموذج لا تحتاج التعمق بها وهي الشخصيات التي تمثل الباطل
محل الشاهد :
اذن نحن لا نأخذ من التاريخ لنغيب عن الواقع ، ولكننا نأخذ من التاريخ الفكرة والعبرة والدرس وخصوصا ان هناك خصوصية في قيادة الامام الحسين ( ع ) التي تختلف عن اي قيادة اصلاحية في التاريخ ، وهي ان الحسين ( ع ) امام ، والإمامة امتداد لحركة النبوة فهو يحمل الرسالة ويتحرك من اجل تاصيلها و تأكيدها وتصحيح ما حاول الاخرون ان يغيروه فيها ، والإمامة عندما تتحدث وتتحرك فإنها لا تعيش في مرحلتها وانما تتحدث بالاسلام ، وتطرح حركية الاسلام ولذلك فان الإمامة تمتد في مداد الزمن وهكذا ، فنحن عندما نتذكر الامام الحسين ( ع ) فان الحسين ( ع ) ليس مجرد شخصية تاريخية ولكنه امامنا ناخذ من أحاديثه ومن سيرته ، ومن حركته ، نأخذ منها شرعية كل ما نتحرك به بشكل مماثل .
اذن على الامة لا تتعرف على شخصية الامام الحسين ( ع ) ، بانها تاريخية وعاشت في حقبة من الزمن وانتهت ، بل تتعرف على شخصية الامام الحسين ( ع ) بانه الامام المعصوم والذي من الواجب ان نلتزم بكل حركاته وأفعاله وأقواله وانه منهج الحق على امتداد الزمن الذي من الواجب اتباعه .
https://telegram.me/buratha