🖋 قاسم سلمان العبودي ||
يبدو أن مصائب العراقيين تترى ، ولا يبدو في الأفق منفرج . فما بين جائحة الفساد التي جثمت على صدور العراقيين من عام ٢٠٠٣ الى الآن ، وما بين جائحة كورونا ، التي لايبدو انها الأخرى ستنجلي ، ذبح أبنائنا طلبة السادس الأعدادي الفرع العلمي / الأحيائي ، بسكين الفساد والغباء التي تقوقعت بها وزارة التربية العراقية .
فقد كان يوم الخميس ٣ / ٩ / ٢٠٢٠ ، أول أيام أمتحانات السادس العلمي ( الأحيائي ) الذي يعتبر بحسب تصنيف وزارة التربية ، خلاصة الفرع العلمي ، الذي يركز على المادة العلمية ( المتعالية ) كون هذا الفرع تخصص الكليات العلمية الطبية بالدرجة الأولى .
فكان الأولى بوزارة التربية التي شطحت في زمن محمد أقبال الصيدلي سيء الصيت الذي قسم الفرع العلمي على أساس الأحيائي والتطبيقي والذي لهذه اللحظة لا نعلم السر الخفي ورائه ، سوى الله والقائمين على الوزارة فقط ، أن تضع لجنة الأمتحانات أسئلة اللغة العربية بيد لجان متخصصة باللغة العربية ، وأذا كانت متخصصة يبدو أن بوصلة التخصص فقدت أتجاهاتها .
فقد أنبرى أحد المتخصصين بدرس اللغة العربية لأستخراج أخطاء كبيرة جداً في طريقة وضع الأسئلة ، والتي بحسب قوله أنها وضعت بطريقة لا تنسجم مع الخطة الدراسية لطلبة السادس ، الذي تعتبر سنتهم سنة مفصلية مهمة جداً . فقد كانت وبحسب المختص الذي أشار الى ( فساد ) الأسئلة وطريقة وضعها بطريقة (تحير ) الطالب ، كونها حمالة أوجه عديدة ، وقد كانت مطولة فوق الحد المطلوب مما حدى ببعض الطلبة الى تأجيل المادة ، والبعض الآخر قد أجاب بطريقة خاطئة مما يعني رسوبه في تلك المادة . الذي نريد أن نورده هنا ، هل هناك مؤامرة على طلبتنا كي يتراجعوا القهقرى في مستواهم العلمي ، ام هناك غباء من اللجان التي وضعت الأسئلة ؟؟
لقد تفاجأ الجميع بصعوبة أسئلة المادة ، وتضمينها حلول مطولة ومحيرة قد فاقت الزمن المخصص للحل . وفضلاً عن ذلك لاتحل ، كونها وضعت بطريقة خاطئة لا تحتمل الحل الصحيح البته .
رغم جميع معوقات هذه السنة الدراسية ، والتي رافقها كثير من الترهل بسبب المظاهرات التي أندلعت ضد الفساد المستشري بالمفاصل الحكومية ، الى جائحة كورونا التي بسبها تم تعطيل الدراسة ولم تعطى المادة العلمية للطلبة بشكلها الصحيح ، فضلاً عن ذلك أنعدام الكهرباء الذي رافقها صيف حار جداً مما أثر سلباً على دراسة الطلبة في تلك الضروف القاسية.
كان الأجدر باللجنة ( الموقرة ) أن تضع بحساباتها ، أن طلبة السادس العلمي ، أحيائي أو تطبيقي ، يعتبر درس اللغة العربية آخر درس يدرس في حياتهم الدراسية ، فأن خريج القسم العلمي لايمكن بأي حال من الأحوال أن يذهب لدراسة التخصصات الأنسانية ، كون لوائح وزارة التربية لا تقول بذلك . وعليه كان من الممكن أن تضع اللجنة الأسئلة الوزارية من منهاج الدرس المعطى من قبل الوزارة ، وأن لا تذهب بعيداً بوضع أسئلة محرجة لا يجني منها الطالب سوى الفشل .
نضع هذه التساؤلات أمام أنظار ( السيد ) وزير التربية للنظر جدياً بهذا الأشكال الكبير ، والذي بدأت اللجان التربوية البرلمانية بأثارته تحت قبة البرلمان ، كون كثير من عوائل الطلبة قد أرتفعت عقائرهم ومطالباتهم بأيجاد حل لموضوع الأسئلة الخاطئة ، والتي ستتسبب بضياع الحل الصحيح لمادة اللغة العربية .
نعتقد على وزارة التربية تدارك الأمر وعلى وجه السرعة ، وأن تحاول التحقق من باقي الأسئلة للدروس الأخرى ، والتي من المحتمل أن تكون على غرار أسئلة اللغة العربية .
رفقاً بأبنائنا يا سيادة الوزير ، فأنهم قادة المستقبل الذي نتمنى منهم ، أن ينهضوا ببلدهم الذي نخرته جائحة الفساد الكبرى .
https://telegram.me/buratha