قاسم الغراوي||
في مقدمة مايجب محاسبة الدولة عليه اليوم ليس الفساد فقط بل إباحة البلد، والتخلي الكامل عن أول وأهم مسؤولياتها وهي حفظ أمن المواطن وحياته وممتلكاته وحرياته إذ من غير المعقول ان تكون الامور سائبة وهيبة الدولة غائبة والتمرد عليها وعلى قوانينها هو الطاغي في حياة العراقيين.
منذ شهرين واكثر والعصابات تجوب مدن الوسط والجنوب ليلا ونهارا.. تقيل مدراء وتعين آخرين، تقتل، وتنهب، وتحرق ممتلكات عامة وخاصة، وتقطع الطرق والجسور، وتغلق المؤسسات، وتمنع المواطنين قسريا من الذهاب للعمل والتنقل وتقطع أوصال الشوارع والساحات بغياب الدولة ورادعها مع وجود قوات أمنية حتى فقدت هيبتها واحترامها للأسف.
نخب المجتمع من أساتذة جامعات، ومدرسين ، واطباء، وكفاءات مختلفة، يهانون أمام مؤسساتهم وبيوتهم وفي الشوارع ويعتدى عليهم، ويقفون بلا حول ولاقوة ولايوجد رادعآ لهؤلاء الذين اتخذوا التظاهرات حجة لممارسة سلوكيات شاذة تتنافى مع القيم والحريات وقوانين ومؤسسات دوله، ويذكر الجميع ماحدث في ساحة الوثبة من إعدام لشاب وماحدث في ميسان من قتل لجرحى في سيارة الإسعاف وجرف لمباني احزاب إسلامية في الجنوب.
ناشطون يغتالون أو يختفون، وجنود وقفوا لحماية المتظاهرين يتجاوزون عليهم ويجرحون دون رادع ولا أحد يوقف هذا الارهاب، والعراقيون يتساءلون هل من حماية لارواحنا في ظل هذه الفوضى والاستهتار بغياب الدولة.
حين تتخلى الدولة عن فرض القانون، وحفظ الأمن والنظام، تسقط هيبتها، ويتحول الوطن الى غابة، لاحرمة فيها لنفس أو مال او اعراض أو مقدسات أو أي قيم انسانية وأخلاقية.. ويصبح الجميع يبحث عمن يحميه.
إذا لم يجد المواطن دولة تحميه قدم فروض الطاعة والولاء للمخربين والمجرمين والميليشيات والمسلحين ليأمن شرهم، ولن يتردد أن يكون جزء من مشروعهم طالما أباحته الدولة لهم!
مازال المواطنين في العراق يعلقون آمالا بعودة الاستقرار واحترام القوانين وفرض هيبة الدولة وعلى قواتها الامنية ان تبسط سلطتها بقوة القانون ويجب أن يحترم الإنسان وتصان كرامته والا فنحن أمام خيار الدولة واللادولة.
https://telegram.me/buratha