المقالات

الدولة واللادولة

1425 2020-09-06

 

قاسم الغراوي||

 

في مقدمة مايجب محاسبة الدولة عليه اليوم ليس الفساد فقط بل إباحة البلد، والتخلي الكامل عن أول وأهم مسؤولياتها وهي حفظ أمن المواطن وحياته وممتلكاته وحرياته إذ من غير المعقول ان تكون الامور سائبة وهيبة الدولة غائبة والتمرد عليها وعلى قوانينها هو الطاغي في حياة العراقيين.

منذ شهرين واكثر والعصابات تجوب مدن الوسط والجنوب ليلا ونهارا.. تقيل مدراء وتعين آخرين، تقتل، وتنهب، وتحرق ممتلكات عامة وخاصة، وتقطع الطرق والجسور، وتغلق المؤسسات، وتمنع المواطنين قسريا من الذهاب للعمل والتنقل وتقطع أوصال الشوارع والساحات بغياب الدولة ورادعها مع وجود قوات أمنية حتى فقدت هيبتها واحترامها للأسف.

نخب المجتمع من أساتذة جامعات، ومدرسين ، واطباء، وكفاءات مختلفة، يهانون أمام مؤسساتهم وبيوتهم وفي الشوارع ويعتدى عليهم، ويقفون بلا حول ولاقوة ولايوجد  رادعآ لهؤلاء الذين اتخذوا التظاهرات حجة لممارسة سلوكيات شاذة تتنافى مع القيم  والحريات وقوانين ومؤسسات دوله، ويذكر الجميع ماحدث في ساحة الوثبة من إعدام لشاب وماحدث في ميسان من قتل لجرحى في سيارة الإسعاف وجرف لمباني احزاب إسلامية في الجنوب.

ناشطون يغتالون أو يختفون، وجنود وقفوا لحماية المتظاهرين  يتجاوزون عليهم ويجرحون دون رادع ولا أحد يوقف هذا الارهاب، والعراقيون يتساءلون هل من حماية لارواحنا في ظل هذه الفوضى  والاستهتار بغياب الدولة.

حين تتخلى الدولة عن فرض القانون، وحفظ الأمن والنظام، تسقط هيبتها، ويتحول الوطن الى غابة، لاحرمة فيها لنفس أو مال او اعراض أو مقدسات أو أي قيم انسانية وأخلاقية.. ويصبح الجميع يبحث عمن يحميه.

إذا لم يجد المواطن دولة تحميه قدم فروض الطاعة والولاء للمخربين والمجرمين والميليشيات والمسلحين ليأمن شرهم، ولن يتردد أن يكون جزء من مشروعهم طالما أباحته الدولة لهم!

مازال المواطنين في العراق يعلقون آمالا بعودة الاستقرار واحترام القوانين وفرض هيبة الدولة وعلى قواتها الامنية ان تبسط سلطتها بقوة القانون ويجب أن يحترم الإنسان وتصان كرامته والا فنحن أمام خيار الدولة واللادولة.          

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك