يوماً بعد آخر تتجلى لنا جميعاً تضحيات الحشد الشعبي, فعلى الرغم من أن هذا الحشد لا يزال مؤسسة فتيِّة وقد تشكل في ظروف خاصة, وبتلك الفتوى التاريخية التي غيرت معالم العراق بل الشرق الاوسط بشكل عام, إلا إنها قدمت الكثير وفي مجالات متعددة ومتنوعة, ولا يستطيع القريب أو البعيد أن ينكر ذلك, فمنجزات الحشد أكثر من أن تحصى أو تعدُّ, ولم يفرقوا في تقديم خدماتهم المجانية بين أبناء الوطن جميعاً؛ بل إن الذي قدمه الحشد في المناطق التي كانت حواضن لداعش أكثر مما قدَّمه في المناطق الاخرى, وهذا كله يؤكد وطنية هذه المؤسسة وعراقيتها التي لا يمكن لأحد أن يزايد عليها, أو يقلل منها. ومن أهم ما تميز به هيئة الحشد الشعبي هو ذاك الاندفاع الكبير في التوجه إلى قتال أعداء العراق من الدواعش والارهابيين الذين سيطروا على أكثر من ثلث العراق بعد أن فشلت المؤسسة العسكرية التصدي لهم, فهرعت الرجال من مختلف مناطق العراق وخاصة من الوسط والجنوب بعد أن قالت المرجعية الدينية كلمتها التاريخية والتي تنص على ضرورة حمل السلاح والدفاع عن الوطن والارض والعرض, فكانت المفاجئة التي حيَّرت العقول وغيرت المعادلات, وانكسرت جميع مراهنات الغرب الذين كانوا يجدون في سطوة داعش على العراق ضالتهم ونجاح أهدافهم وسياساتهم الخبيثة والدنيئة التي كانت تشق طرقها بسفك الدماء واغتصاب النساء وقتل الصغار, فكان الحشد لهم بالمرصاد. وبعد أن نجح الحشد في كسر شوكت الظالمين وتحقيق النصر عليهم وقد ألحقت بهم الهزائم تلو الهزائم؛ لم يستقر للحشد جلوسٌ خاصة بعد أن أيقنت هذه المؤسسة الوطنية أن هناك واجبات كثيرة تنتظرها, فسارعت إلى اعمار البيوت وبناءها تلبية لحاجة الكثير من عوائل الشهداء سيما من أبناء المؤسسة الفتية, وكذلك تسكين المئات من عوائل الفقراء والمعوزين, ومن جانب آخر فقد تيقن أبناء هذه المؤسسة بواجبهم الوطني في أيام انتشار الوباء الظالم, فسارع أبناء الحشد إلى تعفير مختلف المناطق من عراقنا الحبيب لدفع بلاء هذا الوباء عن مختلف العراقيين, كما وسارعت هيئة الحشد الشعبي إلى تلبية دعوات التكافل الاجتماعي فعملت على استحداث صناديق خاصة لجمع التبرعات وصرفها في مواردها الحقيقية, وهذا الأمر كان له الأثر الواضح على الكثير من المعوزين والمحتاجين. ولم تكتفي هيئة الحشد بكل ذلك؛ بل أصبحت من أهم المؤسسات الامنية التي تعمل على تأمين الزيارات الكبيرة والمختلفة سواء في بغداد او في كربلاء المقدسة أو في النجف الاشرف أو حتى في الموصل وكركوك وديالى وصلاح الدين وفي كل مكان آخر يقام فيه مراسيم الزيارة أو العزاء الحسيني, وقد أثبتت التجربة نجاح الخطط الامنية لهذه المؤسسة الايمانية والانسانية, ومما ينبغي أن نشير إليه أيضا أن الحشد تبنى موضوعة غسل ودفن ونقل ضحايا الفايروس في الوقت الذي تخلى عن المتوفى حتى أهله وولده, وهذه المسألة عززت مكانة الحشد في قلوب الجميع, وصار الكل يستشعر أهمية هذه المؤسسة التي لا تنفك عن واجباتها الوطنية وفي مختلف الميادين؛ ليستيقن الجميع أن الحشد كان عز العراق وسيبقى سيفه البتار ودرعه الواقي في مواجهة الاخطار والطوارئ.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha