المقالات

وطن وليس مزرعة للساسة..!

1332 2020-09-16

  سرى العبيدي||   يكتنف القضايا الوطنية اليوم غموض كثير ولبس  أكثر! ويتأتى معظم الغموض والإلتباس من أن النخب السياسية اختارت الانفراد في التعاطي مع هذه القضايا، وعدم إشراك الشعب واطلاعه على المستجدات المرتبطة بالشأن الوطني، وبواضح الأمر، فإن الساسة يتصرفون وهم مؤمنين بأنهم يديرون بلدا من الرعايا لا بلدا من المواطنين!.. والفرق كما تعلمون كبير جدا بين الرعوية والمواطنة..! الرعوية  تعني إسترقاق الفرد وإرتهان أرادته لدى الدولة، والمواطنة علاقة تبادلية من حقوق وواجبات بين الدولة والشعب .. الأمر يتعلق في نهاية المطاف بإقرار الديمقراطية الحقيقية ببلادنا، وفاقم الأمر انعدام الوعي لدى الساسة بمستلزمات المرحلة التاريخية الجديدة التي يمر بها شعبنا، ونشير الى إن الاعتماد على الغير والرهان على التأثيرات الخارجية لدول الجوار وسواها في معالجة المشكلات الوطنية، يظل وهما من أوهام التاريخ وخطأ سيجر إلى ارتهان الإرادة الوطنية لدى الغير.  ورغم ما للدبلوماسية والمجتمع الدولي والعلاقات الخارجية والدعم الخارجي من أهمية في بناء الدولة، والتي ينبغي توظيفها مجتمعة إلى أقصاها خدمة للمصالح الوطنية، لا لخدمة المصالح الفئوية والحزبية والشخصية، إلا أنه يتعين الانتباه إلى أن ذلك سلاح ذو حدين. وهكذا بتنا أمام موقف ينطوي على حقيقتين، الأولـى تتمثل في أن الديمقراطية لازالت بعيدة التحقق. والثانيــة هدم كل مقاييس ومعايير السياسة والمنافسة السياسية المرتبطة بالتصورات والبرامج..إنه مشهد معقد يحتاج إلى برنامج عفيف ومسؤول لإصلاحه، ليس ترميما ولكن نقضا بالإتيان ببرنامج مغاير له ومتجاوز له نعبر به إلى شواطئ الاستحقاق الوطني والإنساني، والخلاصة هي أنهم مرتهنين الإرادة، يريدون إعادة رهننا لدى المرابي الذي رهنوا إرادتهم عنده..! . الوطن ليس تلك المناطق الجغرافية المُحددة بخطوطٍ وهمية تفصل مجموعة إنسانية عن مجموعة إنسانية أخرى تُشبهها تماماً، يحكمها شخص أو عائلة أو حزب أو ساسة ويظنون أنها مزرعتهم الخاصة!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك