المقالات

اسرائيل قضية حكام الخليج المركزية


  جمعة العطواني ||   من يطلع بعض فقرات الاتفاق الأخير بين الكيان الاسرائيلي وبعض امارات الخليج ، وتحديدا مع الامارات ، والذي لا يختلف بالضرورة عن الاتفاق مع النظام البحريني ومن يأتي من بعدهم من حكام الخليج الذين ينتظرون لحظة التوقيع حسب ما تقتضيه الظروف السياسية والاجتماعية في بلدان تلك الانظمة، نقول من يطلع على تلك البنود يخرج بقناعة تامة ان هذه الاتفافات ونصوصها تشير بوضوح الى ان تلك الانظمة قد غيرت بوصلتها السياسية بشكل كامل في تعاطيها مع قضية فلسطين. ربما يتصورُ البعض قبل ان يطلع على تلك البنود ، ان قضية فلسطين سوف تبقى تتلقى الدعم المالي والعسكري والسياسي من قبل حكام الخليج ، لكن كل ما في الامر انهم وقعوا اتفاقيات سلام لدفع قضية فلسطين الى الحل الأسرع في ظل هذه الظروف الاستثنائية، بل ربما يتصورُ البعض ان الدعم الخليجي سيكون اكثر هذه المرة لتعويض الشعب الفلسطيني والحركات الجهادية عن الضرر النفسي الذي لحقهم ازاءَ خيبة الامل التي يعيشونها وهم يشاهدون المتاجرة بهذه القضية التي كانت تُعَدُّ في يوم من الايام قضية العرب الاولى. لكن بنود هذه الاتفاقية تمنع حكام الخليج من اي دعم للشعب الفلسطيني او فصائل المقاومة هناك باي شكل من الاشكال . الفقرة الرابعة من هذه الاتفاقية تنص على( يتعهد الطرفان باتخاذ الخطوات اللازمة لمنع اي أنشطة ارهابية او عدائية ضد بعضهما البعض في أراضيهما ، او انطلاقا منها، ويرفض اي دعم لمثل هذه الأنشطة في الخارج او السماح  بمثل هذا الدعم في أراضيهما او انطلاقا منها). في نص هذه الفقرة يلتزم حكام الخليج  بالاعتراف بان العمليات الجهادية التي تقوم بها فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة هي عمليات ارهابية ، وهو اعتراف واضح وصريح ، ووفق هذا الاتفاق فان اي عملية تقوم بها فصائل المقاومة تلزم حكام الامارات والبحرين وبقية الانظمة الخليجية التي تنتظر التوقيع مع الكيان  الاسرائيلي برفض تلك العمليات، بل ومحاربتها والوقوف ضدها. بمعى اخر فان حكام الخليج ملزمون بالدفاع او الوقوف مع           الكيان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة عند قيامهم بعمليات ضد هذا الكيان . وعليك وكما يقول نص هذه الفقرة من الاتفاق فان على حكام الامارات والبحرين ومن يلتحق بهم ان ( يتخذوا) الخطوات اللازمة لمنع هذه العمليات ، من خلال التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات عن العمليات الجهادية التي يقوم الفلسطينيون ، او من خلال مواجهة قيادات تلك الحكوماتِ الجهادية لمنعهم من القيام بهذه العمليا . وما يؤكد على هذا الالتزام نجد في الفقرة التاسعة من هذه الاتفاقية ما ينص على ذلك . تنص الفقرة التاسعة على (يتعهد الطرفان  بعدم الدخول في اي التزام يتعارض مع هذه المعاهدة). بمعنى لا يحق لحكام الامارات والبحرين ومن يلتحق بهما من أنظمة سعودية او غيرها ان يقدموا اي دعم او اتفاق مع السلطة الفلسطينية من شانه ان يدعم  مواجهتهم للاحتلال ، لان هذا الدعم او الاتفاق يتعارض مع نص المادة التاسعة من هذه الاتفاقية. الاغرب في كل هذه المعاهدة انها لم  تتطرق الى قضية فلسطين ولا الى حق الشعب الفلسطيني ، بل ولا الى التزام الكيان الاسرائيلي بايقاف الاستيطان في ما تبقى من اراضي الضفة الغربية التي صدع رؤوسنا فيها حكام الامارات على انها شرط للاتفاق ، فلا وجود لفلسطين في هذه المعاهدة ، لا على مستوى الكلمات التي صيغت بها المعاهدة، ولا على مستوى مضمونها. بالمحصلة النهائية فان الكيان الاسرائيلي  اصبح ( قضية حكام الخليج الاولى) في الدفاع عنه، والوقوف معه ضد اي عمليات يقوم بها الشعب الفلسطيني لتحرير ارضه والدفاع عن كرامته ومقدسات المسلمين . اكثرُ من ذلك فان اي مواجهة مسلحة يقوم بها اي بلد عربي مثل لبنان او سوريا او حتى الجهورية الاسلامية في ايران فان حكام الامارات والبحرين وبقية حكام الخليج الذين سيلتحقون مستقبلا ملزمون في الوقوف مع الكيان الاسرائيلي وفق بنود هذه المعاهدة . لهذا فان اسرائيل باتت (قضية حكام الخليج المركزية
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك