محمود الهاشمي ||
(الفلسطينيون يرون ان وجودهم طاريءٌ
ولابد من العودة ل(ارضهم) والصهاينة
يرون ان وجودهم طاريءٌ ولابد من العودة لبلدانهم الاصلية او غيرها )
هذه المعادلة قد لاتبدو واضحة لدى الكثيرين ،او على الاقل اذا فهموا اصرار الفلسطينيين بالعودة لارضهم ،فانهم لم يتوقعوا ان يكون حال الصهاينة هكذا في الارض المحتلة ،حيث الاغلب لم ينشغل بالداخل الاسرائيلي الاّ لماما ،باعتبار انه امر (يخص الفلسطينيين والاسرائيلين) وهو صراع الفه (العامة) منذ عام 1948 وحتى الان ،وقد تداخلت الامور حداً ان المشهد الفلسطيني مجرد (اعتداءات اسرائيلية يقابلها صمود فلسطيني)
ان دراسة المجتمع الإسرائيلي ومن قبل كتاب يهود تظهر أنه مجتمع ممزق اجتماعياً وثقافياً وأيدولوجيا،(اسرائيل شأنها شأن شمال أيرلندا هي "دولة دون إجماع، )كما يقول اودي اديب الكاتب الاسرائيلي المعروف !!
واذا كانت مشاكل العرب او المسلمين صراعات طائفية وعرقية فاسرائيل تعاني من صراعات قومية كبيرة ،فاديولوجيا(اليهودية) غير كافية للتعايش بين مجتمع جاء من دول متعددة ،فمثلا ان ثقافة الرعيل الاول الذي دخل الى فلسطين عام (1948) كانت (اوربية غربية) اذ لم يتفاعلوا مع (يهود الشرق) وينظرون لهم بكراهية مثلما ينظرون الى الشرق على انه متخلف ،ومازال هذا الصراع قائما الى يومنا هذا ،والمشكلة ان اليهود الشرقيين يكرهون العرب لانهم يعتقدون انهم وراء خروجهم من بلدانهم فيما اليهود الروس تحولوا الى كتلة سياسية تنافس على السلطة وهكذا !!
قد يعتقد البعض ان الكراهية ضد الصهاينة موجودة فقط لدى العرب والمسلمين والحقيقة ان هذه الكراهية متبادلة ،لذلك فان (التطبيع) لم يوفر عوالم انسجام بين العرب واسرائيل ،فمازالت كل جهة متمترسة في خندقها ،وبالقدر الذي يرى العرب والمسلمون عموما ضرورة مجابهة الغطرسة الصهيونية والتعريف بجرائمها وضرورة عودة الشعب الفلسطيني لارضه فان الفكر الصهيوني مبني على ذات الكراهية ولايتقبل (التطبيع) ،وهذه الكراهية بتلقاها الصهاينة في مدارسهم وجامعاتهم بالاضافة انها ثقافة اجتماعية ،ومع الاعلان عن التطبيع مع الامارات خرجت تظاهرات في اسرائيل ضد التطبيع !!
ان زرع الكراهية في نفس الانسان اليهودي ضد (الاخر) ليس في حدود اسرائيل بل هو جزء من ثقافته الشخصية اليهودية التي دأبوا عليها والتي مضمونها(ان اليهودي مظلوم لان الشعوب تعادي السامية !!) وبهذه (المظلومية)استطاعوا ان يتخندقوا فيما بينهم ويعتقدون ان الجميع من غيرهم (اشرار) وليس لهم الاّ التعاون فيما بينهم لمواجهة (الاخر) كان من يكون ،وان لم يكن لصنعوه!!
ان الذي يجعلنا نعتقد ان (الوجود الاسرائيلي في فلسطين طاريء) هو ان الذين جاؤوا للعيش في فلسطين ،لم يتقبلوا اولا ان يكونوا جزء من (مكان) اي مكان ، ثانيا ان الوجود الصهيوني مرهون بالسياسات الدولية! ،فالارادات التي روضت الظروف وجاءت بهم لارض غير ارضهم ،قد تتغير ،فبريطانيا التي صنعتهم باتت تسمى (العجوز) وامريكا وريثة ملكها ايضا ذاهبة للانحسار فيما لم تستطع الانظمة في اسرائيل ان توفر لنفسها حالة من التعايش مع مجتمعات (الشرق) كما لاتريد ذلك ايضا لانه وكما اسلفنا ان رواد التجربة الصهيونية في اسرائيل هم غربيو الثقافة !!
ونسأل :-بعد (41)عاما من التطبيع بين مصر واسرائيل : هل سمعنا ان طالبا مصريا واحدا درس في الجامعات الصهيونية ؟
وبالعكس؟
بالمناسبة ليس هنالك من وسيلة اعلام واحدة اسرائيلية تفاعلت مع (التطبيع سواء مع الامارات او البحرين) على انه مشروع اجتماعي
مع هذه الدول انما حصروا الموضوع في حدوده (الانتخابية)باعتبار فيه منفعة لنتنياهو واترامب ليس الاّ!!
ونسأل ببساطة؛-هل سنرى عقالا اماراتيا او بحرانيا يتجول في شوارع تل ابيب قريبا؟
ربما سينال من الاهانة مالم ينله الكلب العقور !!
سؤال؛-هل ان امراء دول التطبيع لاتعرف ذلك ؟ حتى وان عرفت لاتملك ان تمانع فسيذهب عرشها وقد يطالها القتل !!
لذا فعندما نقول ان اسرائيل ذاهبة الى الزوال ،
اعتمادا على المعطيات اعلاه ،لان وجود هؤلاء الصهاينة حالة طارئة .
اليهود لايحبون الجغرافياو يرون في (العولمة )
سر قوتهم للسيطرة على عالم (هلامي) لاحدود فيه ،يستطيعون من خلاله ان يديروا العالم من خلال رأس المال والنفاذ الى قصور القادة لادارتها من الخلف !!