المقالات

إصبع على الجرح..أبو سامي والثور..

1178 2020-09-19

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

تجاوز ابو سامي الخمسين سنة من عمره وهو خال الوفاض من أي التزام ديني فلا صلاة ولا صوم ولا شأن له بحلال او حرام  رغم انه يعيش فقير الحال معتمدا على الثور الذي يملكه ليحرث به أرض الناس فكل شيء لديه مباح مستباح على العكس من زوجته الحاجة ام سامي التي تخشى الله وتدعوا له في صلواتها أن يهديه ويعيده الى صوابه.

 أصيب ابو سامي بوباء الكورونا وسائت حالته وتدهورت صحته حتى يأس منه الأطباء فتوجه بالدعاء الى الله ان يتقبل توبته ويعفوا عنه وأقسم انه إذا نجا من محنته سوف يكون مؤمنا ملتزما ولا يعصي الله أبدا .

شائت الأقدار وأصبح اليوم الثاني وإذا بأبو سامي صاحي الجسد متعافي بتمام العافية فحمد ربه وشكره والحاجة أم سامي تزغرد وتصيح به اشكر ربك واعقل ويكفي معاصي . تغيرّ صاحبنا تماما في التقيّد بثوابت الدين والتزم بصلاته ومفردات العمل في حياته .

في يوم من الأيام خرج أبو سامي من بيته فجرا لقيم صلاة الصبح في المسجد وكان خاشعا جدا حتى انه قرأ القرآن قبل الصلاة وبعد الصلاة ويستغفر ربه كثيرا ويذكر الله كثيرا ويسبحه كثيرا .

غادر المسجد ليعود الى البيت وفي الطريق وهو مشغول بالتسبيح شاهد سيارة حمل واقفة وحولها مجموعة من الرجال يحاولون إصعاد ثور في السيارة لكن الثور يقاومهم ويرفسهم برجليه ويرفض الصعود .

توقف أبو سامي فهو قد صار رجلا مؤمنا ويحب فعل الخير فتقدم اليهم ووضع كفّه على رأس الثور فألتفت اليه الثور ونظر اليه وصعد الى حوض السيارة بدون أن يدفعه أحد .

 فرح ابو سامي من القلب وشكر ربه كثيرا وحمده كثيرا وقال في نفسه سبحان الله هذه بركات التسبيح لله جعلتني مباركا فمجرد وضعت كفي على رأس الثور هدأ واطمأن وصعد .

 شكره الرجال وقالوا له انت انسان ميارك فغادرهم مكملا طريقه الى بيته لكنه ما ان وصل البيت حتى سمع زوجته تولول وتبكي وتلطم على رأسها . قال لها ما بك خيرا ماذا حصل .

 قالت له يا لسوء الحظ يا للمصيبة  لقد سرقوا الحرامية الثور .

نظر لها ابو سامي وضحك ثم ضحك ثم عاد ليضحك من جديد فأستغربت زوجته ذلك منه وقالت له ما بك هل هناك شيء يضحك بهذه المصيبة ..

 قال لها .. ماذا اقول لك يا ام سامي (الثورعرفني وانا لم اعرفه .) . لا ادري ما الخبر فينا اليوم فثيراننا كثيرة ولا نعرف هل نحن لا نعرفهم ام هم لا يعرفونا ام كلانا لا يعرف بعضنا ومن فينا الثور  ومن فينا المؤمن ومن فينا الحرامي ؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك