المقالات

رؤيا في كتاب وعاظ السلاطين 


  محمد وناس||   يقول الدكتور الوردي في وعاظ السلاطين الفصل الاول صفحه 34 . (ان الامصار التي اسسها العرب في صدر الاسلام كانت كما اشار البروفسور جب موطئا لنوعين من الناس . فاتحين يحملون السيوف . وواعظين يحملون القراءن . وكثيرا ما كان الفرد العربي انذاك يقوم بهذين الدورين في ان واحد . فهو محارب فاتح من ناحية . وقارئ تقي من ناحية اخرى . وهذا امر قد يسهل احتماله في فترة من الزمن ثم لا يلبث ان ينفجر عاجلا او اجلا ).. ويقول في نفس الصفحة والتي تليها ( وكان اهل العراق لا يدرون انهم يناقضون انفسهم حين كانوا يقولون ما لا يفعلون , ان تقاليدهم القبلية تحدوهم لا شعوريا في ان يكونوا اولي كبرياء وعصبية ونسب . فهم حين فتحوا الممالك باسم الاسلام لم يكونوا الا بدواَ يحاربون في الغالب من اجل افخار والغنيمة ). في هذين النصين الصغيرين اختصار لصورة حاول الدكتور الوردي التركيز عليها طولا الفصل الاول والمقدمة وفي ما تلاه من الفصول لاستنتاج حاله ازدواج الشخصية العربيه والعراقية خصوصا معتمدا على ان العراقين هم عرب ,  في تصوري ان الدكتور الوردي قد اخطاء كثيرا في وصف العراقين بانهم على صنفين اما محاربين او رجال دين . وحاول تعليل حاله التناقض العربي وإلباسها طابع عراقي . في حين تناسى او تجاهل العمق التاريخي والمعرفي لعراق ما قبل الفتح الاسلامي . وتناسى او تجاهل ان اغلب من وصفهم من رجال الفتح هم ليسوا عراقين اصلا بل هم وافدون على العراق ووافدون جدد اي لم يتطبعوا بطباع اهل العراق . وجاءوا وهم يحملون ما تربوا عليه من جلافهم وغلظه وبداوة .  اهل العراق الحقيقيون هم ما كان يطلق عليهم الموالي والذي صنفهم نظام الحكم بأنهم مواطنون من الدرجة الثانيه وجعل الفاتحين العرب هم الاسياد وأصحاب المشورة والرأي . ولم يجد الموالي ( اهل العراق الحقيقيون ) وجودهم وشخصيتهم الا في زمن علي .  ليس احتفاء بشخص امير المؤمنين او محاوله لإضافة منقبة او فضيلة اخرى له . لكن الواقع يقول ان علي ابن ابي طالب عاش 63 سنه من عمره الشريف . قضى 60 منها في المدينة ومكة . لم يترك اثرا فكريا واضحا الا القليل في قبال بطولاته وشجاعته . فلو فتشنا كل كتب الحديث والروايه والسيرة لن نجد الا نزر يسير من ابداعاته الفكرية عليه السلام خرجت في المدينه . بينما في فترة ال3 سنوات التي قضاها في الكوفة اخرج لنا سفرا عملاقا من المعارف والفلسفات والعلوم ما حير البشرية لغاية اليوم في استقصاء وبحث مكنونات هذا السفر و المتمثل في نهج البلاغه . ولو تساءلنا عن سبب صمته في المدينه وانطلاقه في الكوفة . لن نجد غير سبب واحد . في المدينه مع انها تحوي خيرة اصحاب رسول الله وخيرة من اتباعه لكن البداوة وبساطه التفكير و سطحية الرؤيا كانت من اساسيات الشخصية العربية والتي رافقه الفاتحين الى العراق ,. بينما اهل العراق الحقييون اصحاب الاداب والفلسفات العملاقه والتاريخ الفكري العملاق الذي تركة ابناء سومر واكد وبابل كله كان مستحضرا وواضح في تركيبتهم . فقد وجد علي فيهم الحقل الخصب والقواعد المؤهلة لاستيعاب ما يحمل من نظريات وحقائق وفلسفات . وما كميل بن زياد وميثم التمار وابي حمزه الثمالي وحفص وعاصم وغيرهم من الموالي الى دليل على هذا الامر . وما خرج بعد علي من افكار وفرق ومناهج فكرية كلها كانت من العراق ومن اهل العراق فهذا الحسن البصري المولى وهذا يسار وابو حنيفه وابن حنبل وغيره من كبار اصحاب الرأي والفكر كهم عراقيون اصلاء وليسوا من الفاتحين  فعلي وجد المناخ المناسب في جو مهيئ لاستقبال الفكر العلوي السماوي فبذر حقولهم فأنتجت . ابو حمزه الثمالي وحبيب بن مظاهر وهشام ابن الحكم ومؤمن الطاق وجابر بن حيان وغيرهم من عباقرة التاريخ الاسلامي والذين يطلق عليهم الموالي لعدم انتسابهم للعروبة .  واصرار الدكتور الوردي على لصق صفة النفاق على العراقين ومحاوله تبويبها على انهم بدو واتوا ببداوتهم من الصحراء غير صحيحة وغير دقيه فلو ركز قليلا لوجد ان البداوة والنفاق كانت في القادمين الى العراق والذين هم باغلبهم عرب من اهل الجزيرة . والعراقيون ابناء الارض الحقيقيين بعيدين جدا عن هذه الصفه وما ثوراتهم وانتفاضاتهم التي رافقت الحكم الاموي طولا 90 عام الا دليل وما قيام المختار وزيد الشهيد وعبد الله ابن زيد الا اثبات . وعشرات من الثورات التي قادها وفجرها الموالي الى ان وصل الامر الى ابي مسلم الخرساني الذي قاد جيشا من الموالي و اسقط حكم بني اميه . وجيش الموالي هذا هو جيش عراقي بالكامل بكل مقاتليه حاولوا الانتفاظ والخلاص من العنصرية والتميز البغيض وحاله الكره للعراقين التي رسخها ال اميه   
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك