المقالات

إصبع على الجرح..العراق وإبن خلدون

1598 2020-09-20

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

رحم الله ابن خلدون الذي قال في بعض ما قال في مقدمته عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون والقوّالون والمغنون النشاز والشعراء النظّامون والمتصعلكون والمتفقهون والمتفيقهون وقارئوا الكفّ والطالع والنازل و المتسيّسون والانتهازيون . هذا مقطع مجتزأ مع التصرف من مقدمة ابن خلدون الذي أراه وكأنه يتحدث عن العراق اليوم بالتمام والكمال .

فقد كثر لدينا المنجمون والمنافقون والمتسولون والإنتهازيون وعلا صوت الباطل وخفت صوت الحق في وطن تمر به هذه الأيام ذكرى فاجعة الشهيد السيد هيثم البطاط ذلك الفتى المدافع عن عرضه وشرفه الذي اراد أن يبعد الهمج الرعاع عن باب بيتهم حفظا لعرضه وشرفه فقام معدومي الشرف بقتله وسحله وتعليقه في عمود الكهرباء بساحة الوثبة ومن ثم ذبحوه .

ليس هذا فقط بل فاحت جيفة جوانحهم وخسة ذاتهم ونذالة أصلهم وحقارة أخلاقهم بتوافد الجموع وتصوير المفردات الجرييمة وجثة الشهيد المعلقة وكأنهم يوثقوا ويؤكدوا ويتفاخروا بعارهم وخزيهم وجبنهم وجهلهم وسواد وجوههم ونجاستهم . لا ادري هل كان ابن خلدون يتحدث عن عراق اليوم وما جرى ويجري في الناصرية وبغداد وبابل وكربلاء والنجف .

حيث قال عندما تنهار الدولة تظهر على السطح وجوه مريبة وتختفي وجوه مؤنسة وتشح الأحلام ويموت الأمل وتزداد غربة العاقل ويصبح الإنتماء الى القبيلة أشد التصاقا ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباءو المزايدات على الوطنية و العقيدة و أصول الدين ويتدبر المقتدر أمر رحيله و الغني أمر ثروته.

نعم فلقد اصبح الكل في حالة تأهب وانتظار.  نعم صدق ابن خلدون فلا حد ولا حدود ولا سدّ ولا سدود فكل شيء ممكن وكل شيء جائز فأناس تتجاوز على من حمى لهم العرض وحرر لهم الأرض وحفظ لهم الكرامة كالشهيد ابو مهدي المهندس وابطال الحشد المقدس هكذا أناس لا يستحقون الحياة بل هم مصاديق اوبئة وفايروسات قاتلة تمشي على الأرض وتفسد البيئة وتتلف كل شيء حي .

 نعم صدق ابن خلدون فقد تحول الوضع إلى مشروعات مهاجرين و تحول الوطن إلى محطة سفر والمراتع التي نعيش فيها تحولت إلى حقائب والبيوت إلى ذكريات و الذكريات إلى حكايات وحسبنا الله ونعم الوكيل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك