على الانسان العاقل الرشيد ان يراقب نفسه ، و يتبحر في اكتشاف ذاته ويحدد شخصيته ، و هذا التحديد يجب ان يكون من خلال مدلول الموقف الذي يسلكه و ليس مدلول الشعارات الفارغة التي يطلقها و التي لا واقع ملموس لها . في القضايا المصيرية للامة يجب ان تكتشف و تلاحظ نفسك انت مع من ؟! ، هل مع الحق ؟ ، ام مع الباطل ؟ ، ام انت من المحايدين ؟ عندما نتابع مجريات التاريخ والواقع اليوم نجد نجد هناك جماعة يلتزمون الحق ، وهناك جماعة يلتزمون الباطل ، وهناك جماعة اخرى يتعاطفون مع الحق ولكنهم يقفون مواقف الباطل ، امثال هذا النوع يجب تجنبه كونوهم التزموا الباطل . اذن علينا تحديد موقفنا هل نحن من هؤلاء الناس الذين يقفون مع الحق و يواجهون التحديات ؟ ، او من الذين يتجنبون الدخول في ساحة الصراع ، فيجلسون على التل عندما تزدحم ساحات الصراع بالمواقف الصعبة ؟ او من الذين يقولون نحن لا نحب المشاكل لأنفسنا ، و ليتغلب هذا الجانب على ذلك الجانب والعكس صحيح ، اذ ليس لنا مصلحة هنا و لا هناك وبذلك نكون حياديين بين الحق والباطل فلا نتخذ موقفا . هكذا كان الناس على عهد الامام الحسن ( ع ) ، و يفكرون بنفس الطريقة كما شهدنا هكذا صنف في زمن الامام علي ( ع ) ، و بطبيعة الحال هذا الموقف مرفوض ، لأن معنى ان تكون حياديا هو ان تكون مع الباطل ، الحيادية تكون مقبولة في واقع كانت الطائفتين على الباطل ، فلا تقف مع احدهما ، وهذا نص ما قاله امام المتقين علي ( ع ) : ( كن في الفتنة كابن اللبون ، لا ظهر فيركب ، و لا ضرع فيحلب ) ، هذه الحيادية تكون مقبلولة في زمن الفتنة التي لا يعرف فيها وجه الحق من الباطل . اما ان نكون نحب الحق ولكن ليس مستعدين ان نلتزم مسؤولية الحق و الخير ، او نحب اهل العدل و لكن ليس مستعدا ان نلتزم خط العدل ، هذا طبعا هو الباطل بعينه ، و كل ذلك خاضع منا طبعا الى الحسابات الخاصة و المصالح المادية فنحاول ان نتحرك فيها ، و هذا ما نعيشه اليوم عند البعض يوم كان البعث و القمع هو ميال الى البعث ، و يوم سقط الصنم تجده يحاول يميل مع بعض اهل الحق ، و كل ذلك ليس بعقيدة بل بحسب المصالح بل مصالحه تذهب به ليتصالح مع اسرائيل ان كان الوضع لها و لعملائها . اذن يجب ان نحدد مواقفنا من نحن ؟ هل نحن من فريق الحياديين ؟ هل نحن من فريق الذين يغلبون مصالحهم على مبادئهم ؟ هل نحن من فريق الذين يؤمنون بالباطل او نحن من فريق الذين يؤمنون بالحق ؟ من نحن ؟ وعلى اساس تحديد الشخصية يتحدد الانتماء هل نحن ممن يتحرك في خط اصلاح الامة على خط رسول الله ( ص ) ، او نحن ممن لايهتمون بذلك ؟ ماهو الخط ؟!!! راجعوا انفسكم و حاسبوها قبل ان يتم حسابكم من الله اللهم انصر الاسلام واهله
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha