منهل عبدالأمير المرشدي||
في سبعينات القرن الماضي قامت إحدى الشركات الكورية الكبيرة العاملة في مجال الطرق والجسور والأنفاق رحلة لعمالها وموظفيها على ضفاف بحيرة كبيرة مشهورة في كوريا بكثرة التماسيح فيها التي تبدوا واضحة للعيان وهي تسبح في شواطئها وبين أمواجها ، صاحب الشركة قرر ان يقيم مسابقة بين منتسبيها من باب التسلية والترفيه وبما ان البحرية مليئة بالتماسيح فقد كانت المسابقة هي أن كل من يعبر البحيرة سابحًا بسلام إلى الضفة الأخرى يحصل على مليون دولار مكافئة لشجاعته واذا لم يستطع الوصول بسلامة والتهمته التماسيح فأن ورثته الذين يرثوه يحصلون على مليون ونصف مليون دولار.
وقف صاحب الشركة على منصة نصبت له فوق جسر على شاطئ البحيرة وتجمع منتسبي الشركة من حوله فاعلن عن بدء الترشيح للأشتراك بهذه المسابقة المثيرة والمغرية في جائزتها المالية .
صمت الجميع ولم يرشح اي من الحاضرين فكرر صاحب الشركة النداء اكثر من مرة لكن الحاضرين سكتوا وكأن على رؤسهم الطير ولم يفكر أحد من العمال في القفز إلى البحيرة. وبينما كان جو الصمت هو الطاغي على المكان والزمان وصاحب الشركة ينادي هيا اعزائي من يقفز ليحصل على المليون دولار ويثبت انه اشجع واحد فينا وفجأة شاهد الموظفون أحدهم وهو يقفز من فوق الجسر الى وسط البحيرة فتوجهت نحوه التماسيح فاتحت افواهها مكشرة أنيابها وهو يجتهد سابحًا لاهثًا والتماسيح تلاحقه حتى عبر البحيرة سالمًا فصفق له الجميع وهم مذهولون متعجبون مما حصل وكيف حصل .
استلم الرجل الفقير جائزته وأصبح مليونيرا حيث اشترك بأسهم في مشاريع الشركة وصار اعظم شخصية في عائلته وقريته منذ تلك اللحظة والجميع يتحدث عنه بإعجاب واكبار واحترام.
المصادفة الغريبة والعجيبة والطريفة إن الرجل التقت به احدى القنوات التلفزيونية فسألته المذيعة عن شعوره وما يتمنى في حياته فتفاجأ الجميع به وهو يرد عليها إنه فقط يتمنى ويحلم ويدعوا الله ان يعرف من هو الذي دفعه من الخلف ليسقط في البحيرة .
وبعد البحث والتنقيب والتمحيص والتشخيص تبيّن انها زوجته هي التي قامت بدفعه من فوق الجسر الى البحيرة . منذ ذلك اليوم ظهرت المقولة المشهورة "وراء كل رجل عظيم امرأة"
https://telegram.me/buratha