المقالات

( حضر عَمامك ) هيَ من؟!  


 

حسن النصار||

 

الجُمل المشهورة اليوم في المُجتمع العِراقي، والتي ينطق بها حيوان ما كَبِداية مُنذرة بِسوء لاحِق وحتمي، والذي يكونُ عادةً على شكل دگة عشائرية تتمثل بِأطلاق النار من قِبل عشيرة المُهدِد على منزل المُهدَد. لتنتهي هذه القصة السخيفة بالفصل العشائري، المتمثل بِاخذ مبلغ مالي مُعين من الشخص المفصول، أو الذي شاءَ حظه العاثر أن يكون ضحية بعض القيم البدوية المتخلفة والبالية، والدارِجة بكثرة في عِراق اليوم.

وصفت من يُهدِد الآخرين بِأعمامه وعشيرته بالحيوان، دونَ أن أقصد الإساءة، فَ الإنسان هوَ فعلاً نوعٌ من الحيوانات التي تنتمي إلى جنس الهومو، والذي يعودُ بدوره الى الفصيلة الأناسية على وجه الحقيقة العلمية واليقين. ولكنه أيضاً حيوانٌ راقِ، أنفصل عن بقية الكائنات بعقله المتطور والقادر بصورة حصرية على إنتاج الثقافة. إذ لن تجد الفلسفة والدين والأخلاق والجماليات إلا لدى بني البشر.

بتعبير آخر: الثقافة هيَ من فصلت النوع الإنساني عن بقية الأنواع الحيوانية، وبدونها لن يتبقَ لنا إلا الغريزة وبقية العادات الحيوانية!

وبذلك يكونُ من يُهدد الآخرين بِأعمامه وعشيرته وأخواله هوَ حيوان بِلا ثقافَة، فهوَ يستنجد بالقطيع ويستقوي بهم على ظلم الآخرين والتعدي عليهم. بينما ومن المفروض ان يكونَ ملجأ الإنسان هوَ القانون وفيصله هوَ القضاء. والإثنان، أي القضاء والقانون، هُما جُزءٌ صميم ولا ينفك عن ثقافة الإنسان، وبدونهما هوَ بلا ثقافة أو امتياز عن بقية الكائِنات.

أما في بلد مثل العِراق، يغيب عنه القانون، وأندر ما فيه هوَ القضاء القوي والعادل، فإن المجتمع سيتحولُ أن عاجِلاً أم آجِلاً إلى قُطعان حيوانية. وسيتوارى الإنسان المثقف أو يضطر إلى الانقراض ! هذا حتمي في ظل هذه الفوضى وهوَ ما يحدث حالياً.

الأدهى أن تُمنح هذه القطعان البشرية ديموقراطية ! تخيلوا معي !

والأمَـر أن اتحاد الديموقراطية وهؤلاء الرُعاع سيحددان مصير كامل البلد ! وبقية العاقلين فيه.

نحتاج الى دكتاتور عادل ومتنور ليفرض القانون بالقوة، فَ القطعان تُساقُ سوقاً، لا أن تُمنح الديموقراطية وحق تقرير مصير بلد، عُمرُ حضارته آلاف السنوات.

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك