منهل عبد الأمير المرشدي||
بادئ ذي بدأ لابد من التوضيح إن مقالي هذا ليس بذي علاقة في بحث ديني او طرح عقائدي لكنني أستشهد في بعض الآيات القرآنية الكريمة للدلالة في المصداق .
منذ أنطلاق المظاهرات في تشرين 2019 وحتى اليوم في بغداد وبقية محافظات الوسط والجنوب التي تمثل ثلثي العراق مساحة وعدة وعددا .
فشلت الدولة العراقية بكل ما يعنيه الفشل في التعامل مع المظاهرات التي ابتدأت مطلبية بالحقوق والخدمات ومكافحة الفساد والقصاص من الفاسدين كما فشلت في التعامل مع المتظاهرين الذي كان اكثرهم من الشباب الخريجين والفقراء الباحثين عن حياة حرة كريمة .
لقد صار واضحا للعيان والمعاينين ولكل ذي عقل وبصيرة إن المظاهرات التي كانت فرصة تأريخية لإنقاذ العراق من حيتان الفساد والسياسيين الفاشلين والحرامية وبعد مرور أيام من انطلاقها تغيرت وتبدلت وتحولّت وانقلبت وتقلبت وتوحشت وتمددت وتجاوزت وانقلبت على نفسها ومبادئها وشبابها واخترقتها المخابرات الدولية طولا وبعض احزاب السلطة عرضا وانقلب عاليها سافلها.
لابد لنا ان نثني على ابنائنا الأبرار الذين ضحوا بحياتهم في ساحات التظاهر ونقف لأرواحهم البريئة بإجلال وإكبار ولكن ماذا نقول عن أولئك الذين حرقوا المحلات في شارع الرشيد ومجمع السنك وتجاوزا على المقدسات والمرجعية الدينية .
ماذا نقول عن أولئك الذين تجاوزوا على قداسة الشهادة الملكوتية لأبطال الحشد الشعبي ومزقوا صورهم وأحرقوا مقراتهم .
ماذا نقول لأولئك الذي تجاوزا على مؤسسات الدولة العامة وأقالوا مدراء ونصبوا مدراء ورقصوا في عاشوراء وشيّعوا بالتكبير جلاوزة البعث المقبور وكلهم ناشطين ..
فالقاتل ناشط والمقتول ناشط والخاطف ناشط والمخطوف ناشط والمتظاهر ناشط وأبو التكتك الذي تلاشى كان أنشط الناشطين ومن قتل الفتى الشهيد السيد هيثم البطاط ناشط ومن علقه ناشط ومن ذبحه كان أنشط وهكذا هي ماريا وستيفن نبيل واحمد شو والأجرب غيث التميمي وفائق الشيخ علي والقائمة التي تبدأ ولا تنتهي كلهم نواشيط منشّطين لا يجوز التعرض لهم او مسائلتهم عن فعل او حرق او تحريض او تدمير او تنشيط مهما كان .
أقول فقط ومن اجل أن نفي حق دماء الشهداء الأبرار في انتفاضة تشرين لأبنائنا الشرفاء علينا ان ندرك الخطيئة الكبرى في عدم محاسبة المجرمين أيا كانوا ومن أي جهة كانوا ولا نقع في ذات الخطأ المقصود واللامقصود التي وقعت به أمة الإسلام والمسلمين في اضفاء صفة العصمة والطهارة على اكثر من الفي صحابي في زمن الرسول محمد (ص) على الرغم من إن الله تعالى يخاطب الصحابة وليس غيرهم في كتابه الكريم ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ . وهو عز وجل من قال .
( إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَاٰفِقِينَ لَكَاٰذِبُونَ .) .
آيات صريحات واضحات يخاطب الله بها صحابة الرسول (ص) وليس جيش الروم او معشر الأتراك فما بالنا حكومة ودولة وقضاء وعقلاء ورئيس ورئاسات صم بكم عن ما فعلوا ولا زالوا يفعلوا بعض النواشيط ؟
https://telegram.me/buratha