أياد خضير العكيلي ||
لايخفى على أحد الواقع الصعب والسيء الذي يعيشه العراقيون اليوم تحت ظل ظروف رهيبة تمر بهم وفي ظل أزمات عديدة تنهش بهم من كل حدب ٍ وصوب ،
نقص حاد بل ومعدوم في خدمات البنى التحتية وغيرها ، أزمة أقتصادية خانقة ، أزمة مالية كبيرة وتأخير في دفع الرواتب ، أزمة صحية معقدة في ظل تفشي وباء كورونا ، أنتهاك خطير لسيادة بلدهم من قبل العديد من دول الجوار وغيرها ، تفشي الجريمة وانتشار العصابات والمافيات ، ولازال الارهاب يضرب في العديد من مدن ومناطق العراق ولازالت كذلك قوافل الشهداء والجرحى مستمرة ، فساد أداري ومالي ليس له مثيل في التاريخ ، ٣٠% منهم يقبعون تحت خط الفقر ، إزدياد البطالة بشكل كبيرة جداً ، نقص حاد وخلل كبير في التعليم ، ملايين الايتام والارامل وذوي الاحتياجات الخاصة دون رعاية خاصة ودون معيل ، شباب ضائع وتائه ودون مستقبل ، خلافات سياسية وأجتماعية لاتنتهي ، مدن بائسة ومتخلفة بكل معنى الكلمة لاتصلح للعيش أبداً ، وعشرات عشرات المشاكل الاخرى التي لاتنتهي .
ومع ذلك كله فالعراقيون لازالوا نائمين ومخدرين تحت تأثير هذه الظروف المأساوية ولايملكون سوى أنتظار المصير المحتوم الذي ينتظرهم دائماً وهو الموت ، ولايبدو أنهم ينوون القيام بما يجب عليهم من أصلاح شأنهم أو النهوض بماعليهم من واجبات تجاه بلدهم وتجاه أنفسهم قبل كل شيء والمساهمة في بناء بلدهم ونفض غبار اليأس والتذمر والشكوى التي لاتنفعهم بشيء سوى في إطالة أمد المأساة التي يعيشونها منذ زمن طويل ،
فالشعوب قد تُظلم وقد تُهزم ولكنها لن تنتهي ولن تموت .
والشعب العراقي على مر العصور والتاريخ عانى الكثير والعظيم من تلك الظروف المأساوية والرهيبة ورغم ذلك فقد كانت له جولات وصولات ونهضات كبيرة ، وهو اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى بالنهوض وإعادة بناء ماهدمته الظروف وهدمه الاخرون والاعداء سواء من العراقيين أو من غير العراقيين ،
وليس من المعقول والمنطقي أن يبقوا صامتين ومتفرجين على مايحدث لهم ولبلدهم ولمستقبلهم من دمار وتخريب وأهمال ، وهم وحدهم من بيده الحلول لكل تلك المشاكل وليس ذلك بمستحيل ، فالشعوب الحيّة تصنع التاريخ والامجاد دوماً وأبداً حتى ولو كان ذلك من العدم.
فهل يفعلها العراقيون مجدداً ويعيدوا مجداً لطالما أفتخروا به وتغنى به الاخرون ..!؟
لننتظر ونرى الحكاية كيف تبدأ من جديد ..
https://telegram.me/buratha