المقالات

عاشوراء والمعاقون فكريآ...

1356 2020-09-25

   قاسم الغراوي||

 

بعض القيم والثوابت المتعارف عليها التي يؤمن بها الانسان  في العقائد والثقافات وبعض التقاليد والاحتفال بوقائع تاريخية كل حسب تصوره وقناعته وايمانه ومدى تاثره وتاثيره لاجدال فيها الا بالتي هي احسن وفهمها ومطابقتها وصدقها وسندها وتاثيرها في المجتمع. من المشتركات التي اتفق عليها الاحرار والغالبية العظمى في العالم والتي ناضلوا من اجلها وقدموا الغالي والنفيس هي مبدأ الايمان بقيم الاصلاح ومحاربة المفسدين لديمومة الحياة الانسانية واستمرارها  بشكل يضمن كرامة الانسان وحريته، ولهذا كانت الثورات عبر التاريخ ضد التجبر والتسلط والفساد بقيادة اشخاص امنوا بالاصلاح والتغيير مهما كلفتهم رسالتهم الانسانية. ثورة الحسين بن علي (ع) سبط رسول الله(ص)من هذه الثورات التي كانت وماتزال تحمل القيم الانسانية النبيلة باتجاه تغيير الاوضاع السائدة وهو يقود ثورة الاصلاح والتغيير ضد الفساد والمفسدين ودفع الثمن برضا دون خوف او وجل وكان على بصيرة من امره. وخلد التاريخ ذكراه من خلال احتفال الملايين من المسلمين والاحرار في العالم لاستذكار ملحمة الخلود والدروس المستنبطة منها. ومما يؤسف له حقا ان نقرا لانصاف المثقفين بل الجهلة والمعاقين فكريآ الذين لايفقهون من التاريخ شيئا الا ماوافق اهوائهم ويحاولون جاهدين ان ينتزعوا من ذكرى عاشوراء كل قيم الاصلاح والتغيير ومحاربة الفاسدين وان يفرغوا ثورة الحسين بن علي من محتواها بل ذهبوا الى ابعد من ذلك وهو ان الحسين قتل بسيف جده ومنهم من يتحفنا بان الحسين خرج عن الحاكم وان كان ظالمآ واخر يقول عليه ان يقبل بالامر الواقع، ومن خلال متابعتي لمنشورات اصدقائي اقرا العجب من التعليقات على منشوراتهم فاحدهم يقول ان الاحتفال بهذه المناسبة يدعوا للطائفية واخر يقول لماذا هذا الحزن عليه اكثر مما تحزنون على غيره بهذه الطريقة وكثيرآ من التفاهات والاسئلة التي تدل على جهل السائل والمامه بمجريات حركة التاريخ لغاية استشهاد الامام الحسين، والغريب في الامر يحدثنا هؤلاء بفخر عن حركة الثوار ويكتبون عنهم وعن ثوراتهم ويضربون لنا مثلا غاندي وجيفارا ومانديلا واخرين بفخر ، ويستكثرون قراءة بعض الحروف عن تاريخ سبط الرسول (ص) الذي قال فيه :(حسين مني وانا من حسين) . الحسين الذي قاد ثورته بيقين وثبات وعزم وكان منارآ ولايزال لكل ثوار العالم بشجاعته وعزمه وتضحياته من اجل الانسانية جمعاء وهو يحمل مشعل الحرية من اجل تحرير النفس من الخوف لمحاربة الفاسدين والظلمة وهو يقود راية الاصلاح :{إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي}. ايها المعاقون فكريا والجاهلون بحركة التاريخ والحاضر لاتزال ثورة الحسين  قائمة لاتنتهي في هذا العالم  فهي ثورة المظلوم ضد الظالم وهي ثورة المصلحين ضد الفاسدين وهي القيم الانسانية النبيلة وارادة الخير ضد قيم الفساد والشر وهي بالنسبة لنا ثورة النور والعلم ضد ارادة الجهل والظلام الذي تقبعون فيه والى الابد.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك