المقالات

مواجهة الفساد...

1184 2020-09-27

  كندي الزهيري||   يعتبر الفساد اكبر الأدوار في تدمير كافة الإنجازات البشرية بشكل كبير وملحوظ،  فكلما كان هناك فوضى او خلل في النظام الدولة أو مؤسساتها، كلما كان الفساد بها مستشريا،  وقد تعود الفوضى في بعض الأحيان إلى سؤء الإدارة وكذلك ضعف تطبيق القانون،  وغير ان للفساد دور لا يمكن غض الطرف عنه في كافة المسائل، حيث يتوجب علينا كشعب وحكومات محاربة الفساد بكل اشكالة إذ كنا جادين في الحفاظ على العراق.  لا يجب غض الطرف عن الفساد في كافة دوائر حكومية أو المجتمعية أو الأسرية،  أو كان داخلها أو خارجها،  سواء اتخذ منها وسيلة ام تغلل الى الدهاليزها،  لا بل ان اي قصور في مكافحته يؤدي إلى استشراسه وبالتالي الإعاقة عن تحقيق أهداف ونخر الدولة،  رغم أن هذا ليس بالأمر السهل، واعترف بصعوبة هذا الأمر، لأن في هذا البلد من ثروات ومن إمكانيات الشيء كثير،  وفيها يواجه الناس قد لا يابهون بالاسراف في نيل مقاصدهم، ولهذا السبب اوكد على ان تكون مثل هذا الملفات تحت اشراف دقيق ومستمر.  في تلك المواضع لا بد من التسلح بتقوى الله عز وجل،  لان التقوى درع لو تلبسه الإنسان لحماه من سهام الآثام والذنوب السامة والاحادة،  فالتقوى حصن الإنسان المنيع،  وهذا هو السبب ان الله قد أمرنا بالتقوى مرارا،  فالكثير من الانحرافات والاخطاء والفساد لا تنبثق عن فكر أو معتقد،  ولا عن الأيديولوجيا أو مذهب،  وإنما عن هوى النفس ومطالبها وضعف الرادع،  فيحدث أن تزل قدم إنسان في موضع ما ويرتكب خطأ او جريمة، ولكن ليس هناك من يقف في وجهه ويردعه عن خطأه،  فيستمر فيها  ويأتي لها بالذرائع  الباطلة،  فيصنع منها ايديولوجيا فكريا  قد تجره إلى مزيد من الاخطاء وهذا الامر قد لوحظ عند الكثير من المسؤولين،  حيث اتخذوا لا بل اصطنعوا أيديولوجيا فكرية يختفوا وراءها ويبرروا بها  سوء الإدارة وانتشار الفساد،  فكان من الواجب القانون ان يقف بوجه تلك الانحرافات،  كلما ظهر خطأ يجب إيقافه قبل ان يكبر ويستفحل  ،وهذا الامر عجز القانون من إيقاف أو تحيد الفساد بسبب ضعف أو مجاملات أو خوف من الفاسد.  وكل من أراد محاربة الفساد وقف بوجهه الأعداء! فما ان يشرع الإنسان بمحاربة الفساد تصطف بوجهه جنود الانحراف والرشوة  ،فهم ينكثون ولا يبالون! ولا تعتقدوا أن النكث هو شهر السيف أمام الآخرين،  بل هناك ما هو أخطر من ذلك بكثير،  هناك الفتنه وهناك التهمة ونشر الأكاذيب وقولبة الاحداث،  والمستغرب ان هولاء الفاسدين  قد يدافعون عن خزعبلاتهم تلك بالعمل الثقافي الدؤوب ويرمون التهم ضد من يحاول التصدي لهم،  ومن هنا لا بد من محاربة هولاء المفسدين بصدق واخلاص.  وان الحل يكمن في نظام إسلامي وحده من يستطيع ان يحارب الفساد بكل اشكاله ويمنع من ان يستشري في طبقات المجتمع ومؤسساته عكس النظام الحالي وقانونه الوضعي،  بل يعتبر بمثابة محاربة الاعتقادات والآراء الفاسدين،  فالنظام الإسلامي يواجه بشدة الأعمال الغير صائبة وغير الأخلاقية وترسيخ الفساد.  يجب على الجميع المسؤولين في الحكومة وعلى جميع المدراء والجهات السياسية أن يجعلوا مراقبة محاربة الفساد نصب أعينهم ويحولوا بينه و بين ان يتسلل إلى النظام والمجتمع،  كما يجب ان ينتبهوا إلى أن الفساد لا يعلن عن نفسه أو يصرح انه فاسد،  فصاحب الفساد المالي والفساد الإداري والمقررات غير المشروعة على مختلف الأصعدة والمجالات،  لا يقول عن نفسه اني فاسد، ابدا، بل على العكس تماما،  يدخل الساحه في البداية بذرائع متعددة لينشر فساده،  الإنسان بطبيعته عرضه للخطاء والوسوسة الفكرية والعملية،  ولذلك يجب أن نكون حذرين تمام الحذر، في محاربة الفساد وجيوش الفساد، الذي كون له قاعدة جماهيرية تسنده فجعل من نفسه دولة داخل دولة، حتى اصبح هذا البلد دولة بلا دولة. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك