المقالات

الإنتخابات.. تحققت الشروط وماذا بعد؟

1583 2020-09-29

 

واثق الجابري||

 

تحققت أربعة شروط طلبتها المرجعية الدينية لإصلاح العملية السياسية، وهي مطالب الشارع العراقي نفسها ومنطقة الحلول وقبول القوى السياسية، وما تحقق مفوضية انتخابات جديدة وقانون انتخابات، وحكومة جديدة حددت موعد الإنتخابات المبكرة، إلاّ أن بعض الإجراءات ما تزال قيد التنفيذ، مالم يتم الاتفاق على تقسيم الدوائر الانتخابية وموعد الإنتخابات بشكل نهائي.

تحتاج الإنتخابات القادمة مقدمات على أساسها، يمكن إعتبارها سترسم مقدمات المرحلة القادمة، وتكون بذلك عملية مفصلية في تاريخ العراق السياسي، في حال قناعة الأطراف كلها بأن القانون عادل ويحفز الناخب للمشاركة الفعالة، والأهم اختياره الدقيق.

كل ما ذكر من الشروط المتحققة آنفاً، لا تُعد فاعلة مالم تتحرك مفعلات العملية الانتخابية، ومالم  تفهم القوى السياسية، أن العراق مرَّ بجملة متغيرات وإرهاصات، ومواليد دخلت ساحة التمثيل السياسي والإنتخابي والتأثير على الرأي العام وصناعة متغيرات فيه، وتقدر مواليد العام الواحد بمليون نسمة، وأطفال العام 2003م صار لهم حق التصويت والترشيح والاحتجاج، وهذه الأرقام يمكن أن تغير العملية السياسية تماماً،  أو تقلبها من رأسها على عقبها.

حتماً ستقبل القوى السياسية بالقانون الإنتخابي، أو تتفق على مخرجات تناسبها بأقل الخسائر والمهم كيف تقنع قوى صاعدة بالقبول بحل وسط تضمن مشاركة الأطراف كلها والتسليم للنتائج؟ ولو أن القوى السياسية إتفقت أو صوتت بالأغلبية على صيغة قانون أو تقسيم دوائر، فنجاح القانون لإيجاد صيغ إقناع الأطراف المختلفة معها، وأهم من ذلك أن تنتج ساحات التظاهر قراءة وقراراً للتعامل مع القانون الإنتخابي، على أن يعلنوا الموافقة والمشاركة الفاعلة والقبول بالنتائج.

ما تزال بعض القوى السياسية لم تدرك حجم الخطر المحدق بالعراق، ولا السخط الشعبي على كثير منها، وتراهن على افتراضات ينسجها المقربون والمستفيدون من قربهم من دائرة قرارهم، ويظنون أن القوانين الإنتخابية مهما تغيرت فأدواتها ووسائلها الإعلامية وجمهورها المفترض يستطيع إعادة المعادلة، بينما الطرف الآخر يُطالب بإنتخابات بغير أحزاب، أو أنه ينفي التعامل مع الأحزاب الموجودة برمتها، وهذا غير منطقي عند كلا الطرفين.

إن الإنتخابات لا يمكن أن تُجرى وأن جرت فلن تكون عادلة، وأن عَدَلَتْ لن تقبل كل الأطراف بنتائجها، في ظل تقاطع وجهات النظر، ومثلما يتوجب على القوى السياسية تفهم وجود جيل يُعارض الطبقة الحالية؛ فلابد للشباب أن تكون لهم قناعة أيضاً بوجود قوى سياسية لها يديها في الشارع العراقي، وأن التنافس من خلال الصندوق، وإجادة الوصول لجمهوره،  وتقبل بالنتائج وتعتبر ميزان وجودها.

بعد تحقق الشروط أربعتها، أصبح جلياً على الأطراف كلها الاستعداد للإنتخابات، وبما أن الأحزاب السياسية لديها تجارب سابقة، وتستطيع التعامل مع القوانين، لذا يتوجب على بقية القوى والمتظاهرين الاستعداد أيضاً، وإعداد قيادات وكفاءات يمكنها المنافسة والحصول على مقاعد نيابية، لكن الأهم أن تقتنع الأخيرة بأن العمل السياسي منافسة وليس صراعاً، وأن صندوق الإقتراع هو الفيصل، وله طرق علمية وسياسية وإعلامية لكسب جمهوره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك