المقالات

الإنتخابات.. تحققت الشروط وماذا بعد؟

1741 2020-09-29

 

واثق الجابري||

 

تحققت أربعة شروط طلبتها المرجعية الدينية لإصلاح العملية السياسية، وهي مطالب الشارع العراقي نفسها ومنطقة الحلول وقبول القوى السياسية، وما تحقق مفوضية انتخابات جديدة وقانون انتخابات، وحكومة جديدة حددت موعد الإنتخابات المبكرة، إلاّ أن بعض الإجراءات ما تزال قيد التنفيذ، مالم يتم الاتفاق على تقسيم الدوائر الانتخابية وموعد الإنتخابات بشكل نهائي.

تحتاج الإنتخابات القادمة مقدمات على أساسها، يمكن إعتبارها سترسم مقدمات المرحلة القادمة، وتكون بذلك عملية مفصلية في تاريخ العراق السياسي، في حال قناعة الأطراف كلها بأن القانون عادل ويحفز الناخب للمشاركة الفعالة، والأهم اختياره الدقيق.

كل ما ذكر من الشروط المتحققة آنفاً، لا تُعد فاعلة مالم تتحرك مفعلات العملية الانتخابية، ومالم  تفهم القوى السياسية، أن العراق مرَّ بجملة متغيرات وإرهاصات، ومواليد دخلت ساحة التمثيل السياسي والإنتخابي والتأثير على الرأي العام وصناعة متغيرات فيه، وتقدر مواليد العام الواحد بمليون نسمة، وأطفال العام 2003م صار لهم حق التصويت والترشيح والاحتجاج، وهذه الأرقام يمكن أن تغير العملية السياسية تماماً،  أو تقلبها من رأسها على عقبها.

حتماً ستقبل القوى السياسية بالقانون الإنتخابي، أو تتفق على مخرجات تناسبها بأقل الخسائر والمهم كيف تقنع قوى صاعدة بالقبول بحل وسط تضمن مشاركة الأطراف كلها والتسليم للنتائج؟ ولو أن القوى السياسية إتفقت أو صوتت بالأغلبية على صيغة قانون أو تقسيم دوائر، فنجاح القانون لإيجاد صيغ إقناع الأطراف المختلفة معها، وأهم من ذلك أن تنتج ساحات التظاهر قراءة وقراراً للتعامل مع القانون الإنتخابي، على أن يعلنوا الموافقة والمشاركة الفاعلة والقبول بالنتائج.

ما تزال بعض القوى السياسية لم تدرك حجم الخطر المحدق بالعراق، ولا السخط الشعبي على كثير منها، وتراهن على افتراضات ينسجها المقربون والمستفيدون من قربهم من دائرة قرارهم، ويظنون أن القوانين الإنتخابية مهما تغيرت فأدواتها ووسائلها الإعلامية وجمهورها المفترض يستطيع إعادة المعادلة، بينما الطرف الآخر يُطالب بإنتخابات بغير أحزاب، أو أنه ينفي التعامل مع الأحزاب الموجودة برمتها، وهذا غير منطقي عند كلا الطرفين.

إن الإنتخابات لا يمكن أن تُجرى وأن جرت فلن تكون عادلة، وأن عَدَلَتْ لن تقبل كل الأطراف بنتائجها، في ظل تقاطع وجهات النظر، ومثلما يتوجب على القوى السياسية تفهم وجود جيل يُعارض الطبقة الحالية؛ فلابد للشباب أن تكون لهم قناعة أيضاً بوجود قوى سياسية لها يديها في الشارع العراقي، وأن التنافس من خلال الصندوق، وإجادة الوصول لجمهوره،  وتقبل بالنتائج وتعتبر ميزان وجودها.

بعد تحقق الشروط أربعتها، أصبح جلياً على الأطراف كلها الاستعداد للإنتخابات، وبما أن الأحزاب السياسية لديها تجارب سابقة، وتستطيع التعامل مع القوانين، لذا يتوجب على بقية القوى والمتظاهرين الاستعداد أيضاً، وإعداد قيادات وكفاءات يمكنها المنافسة والحصول على مقاعد نيابية، لكن الأهم أن تقتنع الأخيرة بأن العمل السياسي منافسة وليس صراعاً، وأن صندوق الإقتراع هو الفيصل، وله طرق علمية وسياسية وإعلامية لكسب جمهوره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك