في ٢٠٢٠/٩/٢٩ . العنوان يفصحُ عن السبب الأساسي لتعثر تنفيذ المشروع ، والذي يعود تاريخ حجر اساسه الى عام ٢٠١٠ . هو مشروع استراتيجي على المستوى الاقتصادي و السياسي ، وصفة استراتيجية المشروع لا تهّمْ العراق فقط ، وانّما تهّمْ امريكا و اسرائيل وحلفائهم ،الذين يجاورون العراق و يشاطروه الضفة الاخرى من خليج البصرة ، والذي قريباً ( واقصد الخليج ) سَيسّموه أشقائنا " بالخليج الإبراهيمي " ، تيممّاً باتفاقية التطبيع الأولى " اتفاقية السلام " بين العدو الاسرائيلي والأشقاء في الامارات و البحرين . أمريكا و اسرائيل و حلفائهما أستكثروا على العراق الامن و خدمة الكهرباء ، فهل نتوقّع منهم السماح للعراق بإنشاء مشروع الفاو الاستراتيجي في البصرة ، والذي سينافس موانئ اسرائيل و حلفائها في المنطقة ؟ لم استخدم مفردة " السماح للعراق " ،في الفقرة اعلاه , لتقليل شأن العراق و قدراته ، و إنما لتبيان حقيقة ،مفادها بأنَّ إرادة العراق السياسية و الاقتصادية لاتزال مرهونة رسمياً من قبل قرارات مجلس الامن ( الفصل السابع ) ، ومن قبل امريكا و مصرفها الفدرالي و هيمنتها على صندوق النقد الدولي وعلى البنك الدولي . لاتزال إرادة العراق السياسية والاقتصادية مرهونة و مُكبّلة ايضاً بأدوات الفساد و العمالة التي تستهدف القيم والمواطنة والسيادة . امريكا و اسرائيل و حلفائهما استهدفوا ، ولا زالوا الدولة والمجتمع و الدين في المنطقة : استهدفوا الدولة من خلال الاحتلال والقصف والتدمير والعقوبات والحصار ونهب الثروات ،واستهدفوا المجتمع من خلال تسقيط قيمه ومبادئه و مُثله ،و استهدفوا الدين من خلال نشر الفتنة الطائفية والإرهاب و داعش الذي حملَ راية لا الله الاّ الله وأجرمْ بأسمها . تبّنتْ دول الخليج ( الامارات ، قطر ، الكويت ) ومنذ عام ٢٠١٠ سياسة الموانئ ، و التنافس فيما بينها على توسيع موانئها القديمة و إنشاء اخرى حديثة . قطر أنشئت عام ٢٠١٠ ميناء حمد وتّمَ تشغيلة عام ٢٠١٦ وهو رابع وأكبر ميناء في قطر ،ويُعد من الموانئ الكبيرة في العالم . الامارات افتتحت عام ٢٠١٢ ميناء خليفة في ابو ظبي ، وهو ثامن و احدث موانئها و اكبرها في المنطقة وفي العالم ( يأتي في المرتبة الثالثة عالميًا ) . الكويت مستمرة في تشيد و إنجاز ميناء المبارك الكبير ،وهو سادس ميناء لدولة الكويت . دول الخليج ، والتي تنتشر فيها القواعد الامريكية والغربية ، و لبعضها علاقات مع اسرائيل ،مميزة بالسّرْ سابقاً ، وبالتطبيع وبالتحالف حالياً ، هي التي انفردتْ في المنطقة ، و مابين الدول العربية ،بتطوير موانئها القديمة و إنشاء اخرى حديثة و متطورة . وليس دون تخطيط و دون قصد أنْ يتدشنْ التطبيع الإماراتي - الاسرائيلي ، بمذكرة تفاهم بين ادراة الموانئ في الامارات و نظيرتها في اسرائيل ، وبخصوص التعاون والتنسيق مع ميناء ومنطقة جبل على التجارية . الهدف هو ان تصبح اسرائيل و دول الخليج مركز الشرق للتجارة والنقل المائي و الموانئ وربط السكك الحديدية .الهدف هو ان ينتقل مركز الشرق من العراق والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين الى دول الخليج و اسرائيل . هل نتوقّع من اسرائيل و امريكا والرجعية وحلفائهم في المنطقة، والذين استخدموا و وظفوا الارهاب لتدمير دول ومجتمعات و ثروات العراق وسوريا ولبنان واليمن ،و الذين هُمْ مِنْ وراء تدمير مرفأ بيروت ، أنْ يسمحوا ببناء ميناء الفاو الكبير ؟ أختّصتْ الامارات ،عن باقي دول الخليج ، بتبني سياسة موانئ ليس فقط محلية او عربية او حتى إقليمية ،وانّما دوليّة . سياسة موانئ ليست ذات طابع اقتصادي و ربحي وانماّ ذات أهداف سياسية و عسكرية ، وتخدم المصالح الامريكية و الاسرائيلية . اليوم ،الامارات أصبحت تسيطر على موانئ اليمن ،من ميناء المُكلا شرقاً و حتى ميناء عدن غرباً ، وتسعى الى السيطرة على موانئ القرن الأفريقي ،في جيبوتي و ارتيريا ، وميناء بربرة في جمهورية ارض الصومال ، و بمخالفة لقرارات حكومة الصومال الفدرالية ، وفي السنغال و موزمبيق و مالي والكونغو . مسعى الامارات أقتصادياً و سياسياً في المنطقة و العالم لم يكْ دون مشاركة إرادة امريكية اسرائيلة ،لاسيما في المناطق و القطاعات ذات البعد الجغرافي الاستراتيجي ، وله الحق ان يحتفل نتنياهو بالتطبيع و بالتحالف مع الامارات ، كونها ( و اقصد الامارات ) ستسمح بالتواجد الاسرائيلي في الجغرافية العربية والإقليمية والدولية الاماراتية . لذا في مصلحة اسرائيل وعملائها ان تتعطل قدرات العراق : أزمة مستديمة في الكهرباء ، أزمة مستدامة في الاستثمار ،أزمة مستدامة في المشاريع الاستراتيجية كمشروع الفاو الكبير ومصفى الفاو الكبير . و من اهم وسائل و أدوات تعطيل قدرات العراق هي عدم استقراره ، وتشجيع انتشار الفساد ، و تكبيل الدولة و رهنها بشروط الفصل السابع و قرارات مجلس الامن ، و بوصاية امريكية ، وعجز نظامها السياسي على انتاج سلطة تنفيذية قويّة قادرة على اتخاذ قرارات سيادية و بنّاءة . سفير سابق .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha