قاسم الغراوي|| "وظيفتنا أدارة الأزمات وليس حلها...وسياسة الفوضى الخلاقة ستعم العالم" هنري كيسنجر الأمريكان يستخدمون ذات الأسلوب والدهاء في كل مرة لمحاولة فرض وجودهم كامر واقع بطريقة خلق أزمات وافتعالها فهم يعملون على خلق فتنة...ثم أزمة...بعدها يقدمون أنفسهم كطرف ثالث لايمكن الاستغناء عنه لأدارة الأزمة وليس لحلها! والمتابع للازمات والفتن التي عصفت بالشعب العراقي بدءآ بالقاعدة وداعش يجد ان اصابعآ خفية وبصمة واضحة للامريكان في تحريك الاحداث وفي إشعال الفتن والكراهية والحروب وعدم الاستقرار والاهداف واضحة حيث ترتبط بالمصالح الاستراتيجية لامريكا والتهديد القومي كما تدعي لها في المنطقة. الغريب في الامر ان هذا الأسلوب (الخدعة) ينطلي على الغالبية من العراقيين في كل مرة وللاسف ويتخوف البعض مستسلمآ مقدمآ دون أن يعي حجم هذه المؤامرات. مثلاً الحديث عن حرب شيعية-شيعية في الجنوب روج لها الكثير وتناولها الكثير كالببغاوات وكأنهم يحاولون ترسيخ وتجسيد هذه الفكرة من خلال التضخيم الاعلامي المدفوع الثمن تعززه أحداث مقصودة لتعطي انطباعا بأن شرارة هذه الحرب قد بدأت. نعم الأحداث مخطط لها أن تكون والحرق مقصود والقتل والاغتيالات مدفوعة الثمن كل ذلك يجري بتخطيط وادوات تتحرك بايعاز واشارات وتوقيتات وبالتالي فإن الأحداث تبدو واقعية نعم وهي مرسومة باتقان كما حصل في الحراك الشعبي قبل عام من خلال التصفيات والحرق والمواجهات مع القوات الامنية المنزوعة السلاح. إذا استعرضنا الامس القريب وتابعنا الأحداث والازمات التي عصفت بالعراق ستجد ان الأحداث ما ان تخمد حتى يتحرك حدثا اخر وجميعها تهدد وجود العراق كدولة وتسقط من هيبة الدولة كمؤسسات وامن وقوانين وسلطات لذا كان ولازال العراق ضعيفا بالحكومات المتعاقبة لايقوى على إدارة أزمة واحدة ممن تعصف به دون أن يدفع الثمن غاليا وتبقى امريكا تتدخل لتتصدر المشهد لإدارة الأزمات دون حلها وتعقد الأمور دون فك رموزها. فمرة تتهم الحشد الشعبي وتقصف مقراته ومرة تتهم شخصيات وطنية وتهدد بتصفيتها ومرة اخرى تتهم الحكومة بالتقصير في حماية سفارتها ومرة اخرى تهدد إيران لتدخلها. هناك تخبط واضح في السياسة الامريكية داخل العراق وآخرها محاولة تشوية وجر الحشد لمواجهات داخلية وربما لغرض استهدافه لاعتقادها (ظلما) بأنه يستهدف السفارة الأمريكية والبعثات الأجنبية بحجة وجود سلاح منفلت، نحن مع فرض هيبة الدولة والقانون وتقوية الدولة في بسط سيطرتها لحماية المواطنين وانتزاع السلاح من العصابات والجريمة المنظمة والذين يقتلون الشعب. الفوضى الامريكية وخلق الأزمات في العالم والعراق خاصة لاتنتهي مادام الشعب رافضآ لوجودها ومادام مصرآ على خروجها كمطلب شعبي وبرلماني تم التصويت عليه.
https://telegram.me/buratha