حمزة مصطفى||
كثيرا ماندعو الى موائد حوار فتتحول الى ولائم طعام مفتوح على كل الأكلات بدء من القوزي والتشريب وإنتهاء بالمعاليك وباقي المشاوي مرورا بأنواع الأسماك ماظهر منها ومابطن. وكثيرا ماندعو الى طاولات حوار مستديرة فتتحول الى طولات قماش أحمر وأزرق وأصفر وأبيض وبنفسجي وكلكلي بحيث تغطي كل الوان الطيف الشمسي أوقوس قزح باللغة الصينية. وأحيانا , ليس دائما, ندعو الى جلسات عمل لكنها سرعان ما تتحول الى جلسات أركيله ونركيله وقرشة ومرشة وبرشة لاسيما إذا تزامنت مع الكلاسيكو. ومرات أقول مرات ندعو الى مؤتمر وطني فيتحول الى مجرد عزف للنشيد الوطني الذي غالبا مانخلط فيه بين موطني أو والله زمن ياسلاحي أما إذا صادف أن أقيم المؤتمر الوطني وخصوصا مؤتمرات المصالحة الوطنية في جمهورية مالي أو جامايكا أو سان رينامو آخر جمهورية فتحنا فيها سفارة ولله الحمد الذي لايحمد على مكروه سواه فإن النشيد الذي يعزف في الغالب هو وطن مد على الأفق جناحا.
ولأن هذا ممنوع وفقا للدستور فإن كل مخرجات المؤتمر تذهب أدراج "الحجي الفارغ" وندوخ بالكيفية التي تم فيها هذا الخرق الأمني الإستراتيجي الأيدولوجي الأركيولوجي الفينومنولوجي الإنطولوجي السيسولوجي المصيبولوجي للمؤتمر الذي كان يمكن سينجح بالمجئ بالمعارض الأخير لنظام الفصل العنصري في روديسيا (صدك وين ضرب بيها الدهر روديسيا). وبين موائد الطعام أسف الحوار وطاولات الخيل أسف الحوار الوطني أو المؤتمرات الوطنية التي غالبا ماتنتهي بتبادل الشتائم حول عزف النشيد ندعو أحيانا الى جلسات ثنائية. يعني "فيس تو فيس". وهنا يحلو الحوار خصوصا حين يكون طرشانيا بإمتياز.
ربما سيحار المحللون السياسيون والإستراتيجيون والأمنيون بشأن تفكيك مفردة "طرشانيا" هل هي من الطرشي خصوصا المدبس أم الطرشانة التي لا هي مرقة ولا هي حلويات أو من الأطرش خصوصا إذا كان أطرش بالزفة وقد حضر الى الزفة بعد أن تناول مركة الطرشانة ومعها كمية من الطرشي. عندها يكون للحوار بصرف النظر إن كان على شكل مائدة أو طاولة أو حتى طولة أو إذا شئتم جوبة "موعاصمة جنوب السوادن ذيج إسمها جوبا" أو مؤتمر وطني بنشيد وطن مد سيكون له طعمه اللذيذ الذي من شإنه إذابة شحوم القادة الذين تعبوا عليها طوال السنوات الماضية في سبيل إدخارها لهذا اليوم المعلوم والمجهول والمفروض والمطلوب إثباته وفقا لنظرية فيثاغورس مرة أو قاعدة أرخميدس مرة أخرى أو طلعة دارون التي لايلبس عليها عقال الذي ورطنا مع القرد وورط القرد معنا. فلا نحن نعرف لغة أبائنا القرود إن صحت نظريته ولا القرود يعرفون لغتنا إن لم تصح نظريته. المصيبة إننا أردنا من إينشتاين يكحلها فإذا به يعميها حين قال أن كل شئ نسبي. بكيفك كل شي نسبي.هي "هيونطة". الم يصدر قرار عن القوى السياسية في آخر مائدة أو طاولة أو مؤتمر لها أن الوقت حان لتغليب المصلحة العليا على .. الأذن الوسطى.
https://telegram.me/buratha