تمتاز مرحلة الشباب انها مرحلة مصيرية فيها يتحدد المسارات و الخيارات ، ولذلك نجد الشريعة المقدسة اهتمت اهتمام كبير جدا بهذه المرحلة سواء في القران او السنة . الشباب فترة الشعور بالاستقلال و التحفيز للبحث و الأجوبة عن الامور المصيرية ، و لذلك تجد فترة الشباب قريبة من تقبل الافكار و المبادئ ، و هذه الميزة سيف ذو حدين ان سبق الباطل و اهله لها جعلوا شبابنا ، في مصيدة الشيطان و أفكاره و سلوكه ، و الشباب هم نبض الحركة الاسلامية و لذلك كانوا محط اهتمام القضية الحسينية ، و اهتمام الامام الحسين ( ع ) ، و اضحا و ملحوظا ، محل الشاهد : اليوم و نحن نعيش شعائر احياء النهج الحسيني و الاستفادة من القضية الحسينية لبناء الذات و المجتمع ، لابد ان نعلم شبابنا ان معنى احياء الشعائر الحسينية بما في ذلك المسير الى كربلاء ، و الزيارة و غير ذلك من الامور هو الاقتداء العقائدي و الفكري و الشرعي و الأخلاقي بكل ما كان يريده الامام الحسين ( ع ) من نهضته المباركة ، و نحن نتكلم بغض النظر عن الاختلاف الفقهي و الفكري لبعض تلك الشعائر . ان الواجب علينا ان نغذي افكار شبابنا بالفكر السلوكي العملي ، قبل ان نغذية بعاطفة الشعر و القصائد التي جعلت من كربلاء مسرحا بعيدا عن الفكر ، وانما واقع عاطفي نسبي لا اكثر ، فالسيد زينب ( ع ) بينا لشبابنا ، كانت باكية بعد و اقعة الطف لان الامام الحسين ( ع ) أخ لها !! ، و لكن لم نتكلم لشبابنا عن موقف زينب ( ع ) اتجاه الامام الحسين ( ع ) العقائدي الفكري المتمثل بطاعة امام زمانها و معصوم عهدها ، و كذلك الحال عن علي الاكبر و القاسم وكل شخصيات كربلاء المباركة . يجب ان تعلموا شبابكم ان معنى المسير الى كربلاء المقدسة هو المسير الى الالتزام العقائدي بمبادئ الاسلام الحقيقي و الفقهي و الأخلاقي ، وليس مسير السفر الترويح عن النفس بعيدا عن الالتزام الشرعي ، فكثيرا ما سمعنا بما لا يناسب خلق الاسلام الحنيف ، و كل ذلك يتحمل مسؤوليته اولياء الامور ، الذين لم يقدموا لأبنائهم كربلاء الفكر و العقيدة و جعلوا الشباب يتعلموا و يتعرفوا على كربلاء من الشعر والقصيدة العاطفية فقط . اذن حتى يكون المسير الى كربلاء نافعا للامة و البلد يجب ان يفهم الشباب لماذا يسيروا الى كربلاء ، و ما هو الهدف و الفلسفة من كل ذلك . اللهم انصر العراق و شعبه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha