منهل عبد ألأمير المرشدي||
كان المهندس برهوم الذي تخرج منذ اربع سنين من كلية الهندسة ولم يحصل على فرصة للتعيين يعاني الفقر الشديد فهو فقير بالوراثة أب عن جد . إضطر المهندس برهوم الى ان يقوم بصناعة (العمبة) في بيته ويبيعها في السوق وقد نجح في مهنته لجودة العمبة التي يصنعها من ارقى البهارات مع ما يضيف لها من توابل حتى صار يعرف في المنطقة بإسم برهوم أبو العمبة .
مشكلة برهوم التي كان يعاني منها هي إن زوجته بدريّة وهي بنت عمه كانت ضعيفة الإستيعاب وكلما إعتمد عليها في مساعدته بصناعة العمبة أحدثت له مشكلة وخابت الصنعة فهي أما تضيف السكر بدل الملح او تضع الفلفل الحار أربع اضعاف قياسه ومرة وضعت له التايت بدل الباودر فتتحول العمبة الى خلطة انتحار مما يسبب له احراجا مع زبائنه. حاول برهوم مرارا وتكرارا ان يفهم زوجته كيف تعمل بالمضبوط وان تضبط القياسات ولكن بدون جدوى مما اضطره ان يتحمل التعب والمعاناة والإرهاق ويعمل لوحده وان يحاذر من بدرية ويبعدها عنه .
من جهة أخرى تقول الرواية إنه كان هناك شاب ميكانيكي يعمل بشركة متواضعة فى "ديترويت " يحصل على 11 دولارا اسبوعيا مقابل عمل لمدة عشر ساعات باليوم ولكن الشاب الطموح حين يصل لمنزله يقضي نصف الليل فى حظيرة خلفه عاكفا على محاولة صنع نوع جديد من المحركات.
وفيما كان والده الفلاح ووالدته واخوته يعتبرون محاولاته ضربا من العبث فقد عارضوه واهملوه .
كانت زوجة الشاب هي الوحيدة بين أهله وجيرانه تشجعه وتقف معه وكانت تقضي معه طيلة الليل تشد من أزره وتلهب من حماسه، وعندما يحل فصل الشتاء كانت تحمل له في يدها مصباح الغاز لتضيء له بينما أسنانها تصطك من البرودة، وكان زوجها يطلق عليها لقب "المؤمنة" واستمرت معه على هذا الحال ثلاث سنوات.
وفي سنة 1893 أشرف العمل على نهايته وكان الشاب يومئذ قد قارب الثلاثين من عمره، وفي يوم من أيام السنة تناهى إلى سمع الجيران صوت غريب لم يألفوه من قبل فهرعوا على أثره إلى نوافذهم فرأوا عجباً.
رأوا الشاب الذي هزئوا منه "هنري فورد" وزوجته يركبان عربة تجري بلا خيول وشاهدوا بأعينهم المحملقة المذهولة تلك العربة العجيبة تصل إلى نهاية الشارع ثم تعود فكانت اول سيارة في الأرض حيبث شهد العالم الحديث يومئذ مولد اختراع جديد كان له أبلغ الأثر في تطور المدينة، وإذا كان "هنري فورد" هو "أبو هذا الاختراع" فقد استحقت زوجته عن جدارة أن تكون "أم هذا الاختراع" لقد سُئل المخترع "هنري فورد" بعد أكثر من أربعين عاماً من تاريخ اختراعه ماذا يتمنى أن يكون لو عاش على الأرض مرة أخرى؟ فأجاب بقوله (لا يهمني ماذا أكون بقدر ما يهمني أن تكون زوجتي بجانبي في هذه الحياة الثانية)" .
من جانبه السيد برهوم ابو العمبة تمرض وهو طريح الفراش فسأله اصدقائه ماذا تتمنى أن تكون يا برهوم لو أمد الله بعمرك فقال (لا يهمني ماذا اكون بقدر ما يهمني ان تكون بدرية بعيدة عني ) .
https://telegram.me/buratha