المقالات

مؤامرة بدهاء وامتياز

1733 2020-10-04

 

قاسم الغراوي||

 

لطالما تابعت شخصية هنري كيسنجر وكتاباته المثيرة للجدل باعتباره مهندس السياسة الامريكية ولانه عاش عقودآ مع الادارات الامريكية المتعاقبة فهو منظر السياسة الخارجية الامريكية، وصانع قراراتها وغالبا ماتعتمد على دهاءه وذكاءه  في إستقراء الاوضاع ومصير الصراعات لما يدور في العالم عموما وفي الشرق الاوسط خصوصا.

فهو لايخفي اسباب احتلال امريكا للعراق المرتبط بإستراتيجية بعيدة المدى لما للعراق من أهمية روحية وتاريخية مؤثرة في المنطقة والعالم.

يقول هنري كيسنجر :

(أن هدفنا الحقيقي من الحرب على العراق عام 2003 هو سيطرتنا الروحية التاريخية على العراق نضمن سيطرتنا الفعلية على الشرق الاوسط كله، وبالتالي عموم العالم) .

ولان الغالبية غافلة او تنظر بسطحية عما يجري من مخططات في اروقة القرار الامريكي التي تتحكم في سير غالبية الأحداث في العالم من إثارة المشاكل والفتن والحروب فيها ، يبقى العراق على رأس أولويات الإدارة الأمريكية ولن تفرط به مهما افتعلت من أحداث ومواقف وتهديدات بالانسحاب من العراق.

ومما قاله هنري كيسنجر :

(ومن اكبر دلائل نجاحنا الكبير في التحكم بعقول العراقيين وباقي العالم، اننا اوهمناهم بأننا عازمون على ترك العراق بعد ان فشلت سياستنا به. وبين حين وآخر نجري مسرحية اعلامية عن انسحابات عسكرية خداعة) .

وغض النظر عن التصويت بالاغلبية في البرلمان بخروج القوات الامريكية وخروج تظاهرات تدعم هذا القرار وبالرغم من المفاوضات لعقد تفاهمات او اتفاقية بين العراق وامريكا أثناء زيارة السيد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لامريكا ولقاءه ترامب وتحديد سقف زمني لخروج هذه القوات من العراق ومع الزوبعة الاخيرة لقصف السفارة الامريكية بصورة متكررة ومارافقها من اتهامات وتهديدات امريكية،

الا ان التفكير بالامر من زاوية اخرى وبهدوء بعيدا عن الانفعال سيخبرنا هنري كيسنجر بصراحة ووضوح ليقول :

(اننا شيدنا في المنطقة الخضراء في بغداد اكبر واضخم واقوى سفارة في تاريخ البشرية. مساحتها 104 هكتارات وتعد أكبر بستة إضعاف من مجمع الأمم المتحدة في نيويورك، وبعشرة أضعاف من سفارتنا في بكين. كلفتها حوالي مليار دولار وتكلفة إدارتها السنوية مليار دولار. فيها 20 مبنى و1000 موظف، وهي تعتبر مدينة مستقلة حيث تضم السكن والاسواق وكل وسائل الترفيه ومولدات الطاقة والتنقية والتصفية، حتى يمكنها العيش مستقلة تماما لعدة اعوام !).

والسؤال يطرح نفسه :

كيف يصدق انسان بعد كل هذا ، أن امريكا شيدت مثل هذه السفارة الاسطورية في بلد تدعي بأنها في الطريق لمغادرته؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك