منهل عبد الأمير المرشدي||
هاهي الأمور تشتد وتضيق وتشتبك علينا من كل حدب وصوب . فحكومة مصطفى الكاظمي التشرينية لم تفي حق تشرين ولا كانون ولا حتى شيء مما تبقى من أيلول . ها هي الديمقراطية لم تعد حتى حلما ولا أمنية أنما حكاية غريبة ومهزلة عجيبة في دولة اللادولة . لقد انتخبنا من انتخبنا وصوتنّا لمن صوتنّا فلا الأصوات جائت بمن يفي الى اصحابها او يملك شيئا من بقايا ضمير .
حتى الرئيس الذي صار علينا حاكما لم يكن مرشحا ولا يملك صوتا ولا نعرف كيف جاء واستقر وسطّر وقرر .
ماذا فعلتم يا اخوة يا يوسف ولا تسألوني من هم اخوة يوسف ولا من هو يوسف الباحث عن بئر كي يرمي نفسه في قعره عسى ولعل يكون في الحلم سيارة يشترونه بدراهم معدودة .
تبا لكم ولأطماعكم وجشعكم وفشلكم وخيبتكم . تبا لكم يا اخوة يوسف ولفسادكم وذلتكم وجبنكم وضعفكم وهزالتكم وبؤسكم . تبا لكم فقد جئتم لنا بما لم نتوقع وانزلتمونا بما لا نستحق من هوان وأضعتم علينا أمجادنا وأسفارنا ودماء شهدائنا وقتلتم أحلامنا . تبا لكم يا أخوة يوسف فقد تآمرتم وتباغضتم وتنازعتم وتصارعتم وتنافستم من اجل شهوات النفس الأمارة بالسوء والمنصب الذليل والمال الحقير وبعتم العراق وسلمتموه بأمر دبر في ليل الى ما أراد العم سام بما اوعز لإبن العم برهم وما يرضي البره زان ويناغم مع دفّة الميزان .
لقد سلمّتم العراق الأبي العظيم بحاضره ومستقبله وتأريخه بين يدي من لا يملك فكر واضح ولا وعي ناضج ولا ادراك بما يجري ولا شخصية حاضرة ولا لسان فصيح ولا لغة كاملة ولا هيبة ولا حتى وقار أو حضور .
أتدرون إنكم وضعتم العراق رهينة ما انتجته الغفلة وما رسمته خيوط المؤامرة ورميتموه في ضحالة الحقيقة المرّة وغموض القادم ورعب المجهول بين سذاجة الذات وتسطيح العقل .
هي تداعيات بؤسكم وفشلكم حتى قلبتم حلم الديمقراطية الى كابوس يؤرق احرار العراق ويقظ مضاجع الفقراء وأضعتم حقوق الأيتام ودموع آباءالشهداءوامهاتهم الثكالى وجعلتم من اصحاب الحق الأحرار وأبطال الإنتصار وأبرار الميدان ضعفاء متهمين مطاردين فلا ضمانة حق مهدور ولا إنصاف معقول لأغلبية مقهورة ومآثر مسلوبة ولا ولي للدم ولا وفاء للعهد ولا برّ للقسم ولا صوت ولا صدى .
تبا لكم اخوة يوسف فقد خذلتم كبريائنا وطعنتم كرامتنا وغدرتم بنا وأستهنتم بدم الشهيد الحي ونبراس الحق المهندس وضيفه السليماني المجاهد وأرتال الشهادة الطاهرة وقداسة الدماء الزكية . تبا لكم بما انتم عليه من إنحطاط سياسي ومعرفي وأخلاقي .
ماذا دهاكم وما الذي اعماكم وأخرسكم وأصمّكم وألجمكم . هل هي صفقة اخرى يباع فيها ما تبقى من شرف وكرامة وعفّة وحياء لتضمنوا من الله سوء العاقبة أم هي كما يقول المثل العراقي من قلة الخيل .. شدّوا ... وتعرفون الباقي فأنتم من جاء به .
https://telegram.me/buratha