منهل عبد الأمير المرشدي||
أخيرا أطل وزير الغفلة الخارجية فؤاد حسين عبر شاشات التلفزة ليحذر من غلق السفارة ألأمريكية ويصف الحال اذا غادر السفير واغلقت السفارة بإنه كارثة .
طبعا لمن يعرف من هو فؤاد حسين وتأريخه السياسي البعيد والقريب وموقعه الخاص عند مسعود البره زاني بإعتباره سكرتيره الشخصي والمصّوت رقم واحد على إستفتاء الإنفصال وما يربطه من صلة الرحم بتل أبيب وقائد حملة التحريض على قتل الحشد والقوات العراقية المتوجهة لإستعادة كركوك .
من يعرف كل هذه الحقائق يدرك جيدا إنه صادق في كلامه من حيث مايحس ويشعر ويخشى فإنقطاع العلاقات العراقية مع أمريكا تعني الكثير لكردستان ولمسعود ولأربيل.
نعم خصوصا أمريكا ترامب الذي يعاني بين مطرقة الكورونا وسندان الإنتخابات وصرعات الجنون والفوضى التي تعيشها أمريكا . مصير ترامب وبقائه في االبيت الأبيض صار الشاغل الأكبر لإسرائيل التي أمضت ليلة الأمس بالدعاء في الشوارع لسلامته من الكورونا وهو الذي (تبرع) لهم بالقدس والجولان وجرّ من ألآذان بعض العربان لإتفاقيات السلام والشاغل الشاغل للسعودية والإمارات والبحرين والسيسي في مصر فقرقوزات الحكم هناك تتحرك في الريمونت الأمريكي وتستنشق الهواء بجرعات ال CIA . فؤاد حسين يدرك جيدا ومتيقين بالتمام والكمال ان تدهور الأوضاع بين العراق وأمريكا وغياب العم سام عن الأراضي العراقية تعني النهاية المأساوية لعملاء امريكا ونواشيط السفارة وأرباب الدعارة من حيثما كانوا وكيف ما كانوا . ماذا لو اعلقت السفارة الأمريكية في العراق وبماذا تهدد أمريكا التي يشهد لها التأريخ بالهزائم العسكرية المريرة من فيتنام الى الصومال الى بيروت الى العراق واخيرا وليس آخرا أفغانستان التي بدأت بها حملات الغزو الصليبي لدحر طالبان وهاهي تجلس معهم في الدوحة تتفاض وتخضع لشروطهم مرغمة ذليلة .
هم جميعا يعرفون إن عناصر القوة في العراق كبيرة وقائمة وحاضرة من قوات مسلحة وحشد شعبي وثروات وعقول وخيرات وإذا ما تركتنا أمريكا لحالنا وتوحدنا وتجاوزنا خلافات المنصب والمحاصصة والطائفية وما يريده الحرامية والفاسدين فإن العراق هو الأقوى وهو الأكثر خيرا وعطاء .
بإختصار ولست متفائلا إنما اتحدث برؤيتي للحقيقة وما سيضفي له الواقع القريب فما تريده أمريكا من العراق لا يكون ولن يكون فلا تطبيع ولا خضوع ولا خنوع ومرحلة الكاظمي بعون الله ستمضي وتغدوا من غسيل الماضي هي ونواشيطها وفاسديها وعلى فؤاد حسين ان يقلق أكثر هو وأمثاله فالأمر يستحق القلق وكلنا قلقون لكن امورنا ستمضي على خير بإذن الله وأمورهم ستمضي الى البؤس والى جهنم وبئس المصير .