✍سرى العبيدي||
جموع تحتشد على جوانب الطرق ..
بعد قليل تمر قافلة أسرى وسبايا ..
إنهم سبايا لخوارج شقوا عصى الطاعة على خليفة المسلمين فأمكنه الله منهم فأراح البلاد والعباد من شرهم ..
هكذا وصفتهم ماكينة الإعلام الرسمي ..
سيدة في الركب الأسير تخاطب الجموع المحتشدة ...
(...ولن ترحضوها بغسل أبدا .. وأنى ترحضون قتل سليل النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنة ...)
وهكذا .. تتواصل الخطب النارية من النساء المسبيات ..
ترتفع أصوات البكاء والعويل من الجموع المحتشدة متعاطفة مع الركب الحزين...
يسير موكب السبايا والأسرى من الكوفة إلى الشام ليمر بما يقرب من الخمسة عشر منزلا ..
وفي عاصمة الدولة المنتصرة .. يشتد الإيذاء و الشماتة على القافلة الأسيرة ..
حيث الإعلام المظلل قد فعل فعلته ..
في مجلس الإمارة هناك .. تقف عميدة السبايا لتواجه الخليفة المنتشي بالنصر ..
(... ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك .. إني لأستصغر قدرك .. واستعظم تقريعك .. واستكبر توبيخك .. لكن القلوب حرى والعيون عبرى .. ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء...)
يرتقي شاب مكبل بالأغلال أعواد المنبر ليخطب ويبين حقيقة من هم وماذا جرى عليهم .. فيضج المجلس بالبكاء والنياح ...
وبعد معاناة قاسية .. يعود موكب الإباء من رحلة الآلام والأحزان ..
ورغم أوجاعه الكبيرة، إلا أنه خاض مع العدو حربا إعلامية شرسه هي امتداد لتلك التي جرت في صحراء نينوى ..
تحصن فيها أفراده بما يملكون من إيمان عظيم بربهم وعدالة قضيتهم وصلابة مواقفهم وبلاغة نطقهم ..
كما تحصن الطرف الآخر بما يملك من ماكينة إعلامية كبيرة سخرت لها ميزانيات ضخمة ..
فلمن كانت الغلبة؟
قريبا أو بعيدا .. مآلات الأمور هي من تكفلت بالإجابة ..
سيدي يا أبا عبد الله
في ذكرى الأربعين ... هاهي الملايين تتوق لزيارتك لتستلهم منك دروس الإباء والكرامة والشجاعة والصبر ..
السلام عليك من بعيد أقصى ومن قريب أدنى ..
السلام عليك وعلى أخيك أبي الفضل العباس وأختك الحوراء زينب وإبنك زين العابدين
السلام عليك وعلى الشهداء الأبرار من أهل بيتك والصفوة من أنصارك
ليلة العشرين من صفر ١٤٤٢.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha