خالد القيسي||
لماذا يغلب على أكثرية الناس هوى النفس ولا تقيم وزنا للآخرين وتخلق عسرة العيش ، وهذا ينطبق على كل مكونات العراق مما زرعوا في طريقنا من خلاف يكون مقبول عندما لا يتحول الى صراع على السلطة ، وكذلك الخلاف المذهبي والقومي مقبول عندما تكون ركائزه الاسلام المحمدي واساسا لاقامة العدل لوطن موحد ، كم غُيبت السنين من عمر البلد بالمنازعات والمشاكل ، وسلم الامر الى طواغيت من ظهر من بين ظهرانينا الذين لا يعيرون هما لما يحدث من اخبار وحوادث ، وعندما دفعنا الثمن كبيرا للخلاص من القهر واصفاد الدكتاتورية ، عادوا بنا الى الظمأ والبلوى وموت سريري بطيء.
زرع الشيطان من شواذ الامة ان تتسلط علينا في زمن طويل سحقنا ، أبدل من فرق متعددة ، ادائها متعثر ولم تنجز مطالب ملحة ، تطحن الانتماءات وتسيء الى الثقافات ، تقدح وتسيء وتجسد قرنها في فقر واكراه ، فإمتد الظلم الى ما كان ، وتوقف الزمن عند الحروب التي اهلكت النخيل وخبا الزرع وجرفت المياه الى غير مجراها الطبيعي ، وقتل الانسان وجف الحرث وهزل الحيوان ، وآذان العرب والعالم فيها وقر ولم نسمع منظمة انسانية او غيرها لها صوت ، الا الآن ترفع عقيرتها بتحريك من البلدان الراعية لها ودون انصاف ، فخرج البلد من عاهات قاتلة سياسية ، اقتصادية ، صحية ، وخدمية باركها النسيان
حظنا غريب في هذا الظرف ، سنوات طويلة غائب عنا ونحن نعيش حياة سيئة من تخلف في العلم والانسان ، مجتمعنا متفرق وانتاجيته متردية ان لم نقل صفر ! ، ومسؤولين تصريحات خاوية لا تعالج المشاكل ولاتستغل من ما متوفر من عوامل ايجابية لاحتواء المعضلات بما يرغب الناس ومصلحة البلاد العليا.
نتاجنا بعد ازاحة فترة الفردية والتسلط الاعمى ، دولة عميقة ومفردات سلبية ظهرت على السطح بما يريد الاعداء تسري في جسد المجتمع ، وهذا ما حصلنا عليه طوال حكم 17 سنة من فوضى واعلام غير مقيد بقانون ، انقسام المجتمع الى فئات تعتبر نفسها غير مسؤولة عن الخراب ، احتجاجات خرجت عن الطريق ، وسلاح منفلت ، عصابات القتل والابتزاز، خزينة خاوية من ايرادات متفرقة الهوى ،وتسلق العابثون والجهلة التي تتمايل مع الطبل لتسحق اضلع وطن غاب عنه النهار.
https://telegram.me/buratha