المقالات

اعجاز زيارة الاربعين في زمن الكورونا.


ظاهر العقيلي

ربما اعتقد اغلبنا ان زيارة الاربعين هذا العام لا تتعدى عشرات الزائرين او حتى لا توجد زيارة اصلا وذلك بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد وما رافقته من ظروف واحداث يعرفها الجميع حتى بات حضور المناسبات الدينية يقتصر على عدد محدد ومعين من الزائرين بسبب الخوف او اتباع تعليمات اللجان الصحية ولكن ما حدث هذا العام ١٤٤٢هجرية في زيارة اربعينية الامام الحسين (ع) وتجمع ملايين الزائرين في كربلاء يعد معجزة واقعية ربما تغافلت عنها اغلب القنوات الاعلامية .

 

البعض سوف يقول لا تسبق الاحداث والجواب هو نعم اسبقها وانا على يقين من ذلك لان مع الحسين لا وجود لكورونا فالحسين الذين امطر السماء دما غير عاجز وحاشاه للذود عن زواره ومحبيه لا اتحدث هنا بصفتي خبير بمجال الفيروس ولست ملم بعالم الطب والصحة ولكنني اتكلم عن بصيره وواقع معاش وميداني سرت على قدمي ما يقارب ال ٢٠٠كم من محافظة الديوانية وصولا الى مدينة كربلاء المقدسة ورافقت عدد ليس بقليل من الزائرين القاصدين ابي الاحرار سيرا على الاقدام وجلست معهم وتحدثنا بهذا الامر مرارا وتكرارا فكانت النتيجة لا وجود لاي اصابة لاي زائر بفيروس كورونا مع العلم ان الحشود البشرية والتجمعات غير محدد وتفوق التصور في كل منطقة نمر بها يضاف الى ذلك ان اغلب الفرق الصحية التي نصبت على الطريق لم تعلن اكتشاف او تشخيص اي حالة على مرور الايام التي سارها الزائرين فهل ياترى هنالك اوضح واجلى من هذا المعجزة الحسينية في ظل اعلام جوكري بعثي مجير كان يدعو الى مقاطعة الزيارة ليلا ونهارا ويهول موضوع انتشار الفيروس لغايات خبيثه وطعنا بالشعائر .

 

حتى الاخصائيين في المجال الطبي كانوا مترددين في اصدار تعليمات مشددة حول الزيارة لانهم كانوا يعتقدون بان اعداد الاصابات سوف ترتفع مع وجود زخم وحشود مليونية وتزاحم يرافق الزيارة بطبيعة الحال ولكننا لغاية كتابة هذا المقال لم نسمع من مصادر طبية او حكومية بأن هنالك ارتفاع في اعداد الاصابات .

 

عندما نتحدث بهكذا موضوع لا نريد فرض رأي معين على الاخرين ولا نريد ان نبين بأننا خبراء في غير مجال تخصصنا او عملنا كما اننا لا ننكر وجود الفيروس ابتداءا ولكننا نبين حالة معينة واقعية عاشها الجميع حسب ما نعتقد وربما سوف يؤيد كلامنا اغلب القراء لسببين الاول وحسب ما اعلنته العتبية العباسية بان اعداد الزوار بلغ ١٤ مليون زائر هذا العام توافدوا على شكل مجاميع فهذا العدد اكيد ليس عدد قليل وهو حسب المختصين في المجال الصحي من المفروض ان يؤدي الى ارتفاع غير مسبوق باعداد الاصابات ولكن لم يحدث ذلك !!

السبب الاخر اننا اذا لم نكن من المشاركين في الزيارة لاسباب معينة مثلا او ظروف اجتماعية فاكيدا لنا اقارب ومحبين قد شاركوا في زيارة الاربعين ولم ينقلوا لنا اي حادث معين او وجود حالة مصابة على طول ايام الزيارة .

 

قد يحاول المد العلماني او الجوكري الطعن بهكذا مواضيع او اطروحات او نتائج واقعية بسبب محدودية الفكر الذي يحمله وبسبب الحقد على الشعائر واقامتها وهذا شأن خاص به لكن يبقى الواقع واضح وصريح جدا لا يشوبه اي شائبه كنا ولا زلنا على يقين بان للامام الحسين (ع) كرامات لا تعد ولا تحصى والامثلة كثيرة ولا نريد الخوض بها ويبقى كلا منا له نظرته الخاصة وتحليله للامور كما يراها العقل (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وليس بالضرورة الاخذ بهذا الكلام ولكن التمعن به ومحاولة دراسته عن كثب امر لا يكلف جهد معين بل على العكس الامر جدا واضح وبديهي .

 

اذا ما ناقشنا وتحدثنا عن اسباب انتشار فيروس كورونا او اعداد المصابين وطرق العدوى واضراره وقوته وتأثيره على المحيط المجتمعي للاحظنا انه فيروس خطر جدا وانتقاله وملامسة البعض للبغض الاخر واردة واصابة العشرات من المواطنين واردة ولكن يجب ان نطرح سؤال منطقي لذوي الاختصاص أين ذهب فيروس كورونا امام هذه الحشود المليونية التي لم تلتزم باغلب التعليمات الصحية كما شاهدناها ولماذا اندحر وتساقط الفيروس طيلة هذه الايام ؟؟

الم تأتي الامور على غير المتوقع وهل هنالك تفسير صحي ومنطقي لهذا الحدث بعيدا عن العاطفة والميولات اليس الجدير ان نذكر ونصرح وتصدح اصواتنا بان معجزة الحسين (ع) هي التي دمرت الفيروس وان ايامه هي ايام الله التي لا تمسها شائبه او ضرر اليس من الاولى ان نتفكر جيدا بهذا الرمز الديني الكبير الذي يبرهن للعالم اجمع يوم بعد يوم عظمته وسر بقاءه وبقاء شعائر عاشوراء !!

 

العقل يقول اضاقة الى التاريخ بان الحسين (ع) هو اعلى واجل من ان يستبيح حرمته فيروس صغير يريد ان يناطح قمة الجبل العملاق .

 

سيقول المرجفون ما يقولون وسيتحدث الكثير الكثير من عباقرة الثقافة والادب والنقد وغيرهم عكس ما ذكرناه ولكن تبقى الحقيقة الوحيدة التي يجب ان توضع امام انضارنا جميعا ودون رتوش او تمويه او دبلجة هي ان لا كورونا مع الحسين شأنا أم أبينا فالحسين (ع) سر الله وكما قالواائمتنا العظام (سلام الله عليهم ) ( لنا مع الله حالات هو هو ونحن نحن، وهو نحن ونحن هو) .... وكفى بالله شهيدا ومصدقا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك