المقالات

العراق وصراع الرواتب


 

الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي||

 

          الراتب هو ما استقر وانتصب من استحقاق الموظف العامل في مختلف المجالات سواء الحكومية أو غيرها, وهو ليس ميدانا للصراع أو الاختلاف, فكما هو ثابت في جميع المجتمعات أن واحدة من أصول التنظيم الاجتماعي مسألة احترام حقوق أبناء الوطن بشكل عام والموظف بشكل خاص سيما فيما يتعلق باستحقاقاته المالية, باعتبار أن الموظف هو الآخر ملتزم بكثير من الوعود خاصة فيما يتعلق بأمور الجباية والاقساط وديون الناس ولوازم الحياة الكريمة التي يعين نفسه عليها من خلال مرتبه الشهري المتأخر والذي أحدث الكثير من الفوضى في حياة الناس بشكل عام.

          والعراق لم يكن متوقعا منه يوماً أن يكون في مصاف الدول التي تفكر بمسألة تأمين الرواتب؛ باعتبار أن العراق من الدول الغنية والتي تنماز بوفرة الكثير من منافذ الارادات المختلفة, زيادة على واردات القطاع النفطي, فهناك واردات المنافذ الحدودية, واقسام الجبايات والضرائب, والصادرات الزراعية, وواردات البنك المركزي, والموانئ وأمانة بغداد والوزارات, وايجارات الدولة وغيرها كثير قد يطول ذكره, فهل يعقل أن الحكومة عاجزة عن تأمين رواتب الموظفين لتحدث هذا الفوضى في الوسط الشعبي أم أن ما خفي كان أعظم؟؟؟.

          إن اشغال الشارع العراق بمسائل عبثية ودفعهم إلى التفكير ببطونهم ورواتبهم؛ ليتخلوا عن قضاياهم المصيرية إنما ضرب من الجنون, يتخبطه من فقد هويته الوطنية ليحقق طموح أعداء العراق في مصادرة الارادة الوطنية والعمل على تكريس الاشتغال بالمسائل الفردية وابعاد المجتمع عن قضاياها العامة بعد أن انشغلت بنفسها, لتستيقظ على قرارات ما أنزل الله بها من سلطان, رعاية لمصالح دولية أو فئوية على حساب الارادة الوطنية التي انكفت على نفسها, وتحجمت في ظل تحديات هي أشبه ما تكون بالمفتعلة.

          ومن المناسب أن نقرأ الصفحة الاخرى, فقد عمدت الحكومة إلى اتخاذ قرارات غير واقعية بينما الناس مشغولين برواتبهم المتأخرة, فمثلا اهداء سنجار إلى الاقليم فيها الكثير من التجاوزات سيما على حساب تلك الدماء التي اريقت في سنجار بعد أن تخلت عنها القوات التي كانت تسيطر عليها قبل دخول داعش إليها, وكذلك هناك تجاوز على أرواح الشهداء الذين حرروا سنجار وقدموا أرواحهم ودماءهم من أجلها؛ لتنعم بالحرية وعودة أهلها إليها, وتأمين سلامتهم لهذه السنوات التي خلت, فلم يكن هناك خرق أمني وكان الجميع في أمنٍ وأمان.

          أن تأخير الرواتب العامة أشغلت الناس عن الاهتمام بقضاياها الرئيسية, فمثلا هناك تباطئ كبير في انجاز ميناء الفاو الكبير الذي يمكن أن يكون منفذا مهما لغنى العراق وتسلطه على طريق التجارة العالمية, وبالرغم من كل ذلك نجد الكثير من العراقيين لا يتفاعلون بالشكل المطلوب لأنهم آيسوا من الاصلاح الحكومي خاصة حينما بلغ السيل الزبى, وتهدد مرتباتهم الشهرية بالانقطاع والتأخير؛ لذلك يمكن القول بأن الحكومة عليها أن تخرج من بودقة الاعلام الفيسبوكي وأن تراعي الحقوق والاستحقاقات العامة, وأن لا تكون سببا في انهيار المنظومة الاجتماعية, رعاية للسلم الاجتماعي والحفاظ على الحس الوطني الذي استشعره المواطن العراقي حديثاً بعد أن تغير النظام وأيقن الناس بالخلاص من أعتى طواغيت العصر آنذاك.     

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك