زيد الحسن ||
اسم البهلول صفة اطلقت على رجل كان نديماً للخليفة العباسي هارون الرشيد ، وجمع كلمة بهلول هو بهاليل ، وتعني كلمة البهلول السيد الجامع لصفات الخير ،ولبهلوننا الكثير من روايات النصح والارشاد لهارون الرشيد وثقتها كتب التاريخ وكانت سببا في نجاته وفي احقاق الحق لبعض الناس ، ويجدر بالذكر ان البهلول لم يكن يتقاضى المال عن نصحه وتوجيهاته للرشيد لانها كانت ضمن واجباته في اسعاد الخليفه وجعل البسمة لاتفارقه .
بعد ان استقالت حكومة السيد عبد المهدي استجابة لنداء ونصح المرجعية الرشيدة ، ولنداء ساحات التظاهر المرعب كتب الكثير من النصاح واهل الدراية والسياسة نصائحهم لمن يتولى رئاسة الوزراء ، وقد خطت خارطة طريق واضحة المعالم للمخلص المخلص القادم ، مع العلم ان الامور ليست بهذا الغموض فمطالب الشعب واضحة للعيان ومشروعة ، وحتى ان بعض الساسه المبجلون قد شخصوا السبب والاسباب وطرق العلاج لكن ليس لاسباب وطنيه بل لاسباب الدعاية الانتخابية .
الفساد الذي نخر جذع الدوله وجعلها اعجاز نخل خاوية هو السبب الرئيسي في عدم استقرار حياة الناس وكثرة البطالة ، والاهمال الكبير في كل مؤسسات البلد ، لكن قد حصل الذي حصل واستلم السيد الكاظمي رئاسة الوزراء ، وقد وزر من وزر على خلفيات غير حزبية وبدون محاصصة حسب ادعائه ، وصدعت رؤوسنا صفحات التواصل الاجتماعي بتغييرات طالت المدراء العامون وباستجوابات وعقوبات على بعض حيتان الفساد ، لكن الامور تسير من سيء الى اسوأ ، فلم تمسح دمعة من عين ثكلى فقدت ابنها ولا طبطبة ومسحة على رأس يتيم فقد اباه ، ولا جدار شيد فوق رأس فقير مشرد ، ولا وظيفة تحمي شاب او شابة من التسول ومد يد العوز في الطرقات .
لو اراد السيد الكاظمي الجدية في ادارة الدولة وحسب مصلحة العراق اولاً فليس هناك قوة في الارض سوف تمنعه من هذا ، لكن يبدوا ان الامور لاتسير هكذا ابداً ، ولا فرق شاهدناه بين هذه الحكومة و سابقاتها والدليل لايحتاج الى برهان ، فما زال قمع المتظاهرين بنفس السيناريو وبنفس قوة البطش ، وما زالت الصواريخ تطلق من منصات اقرب الى الواقع لو قلنا انها حكومية وليست مجهولة المصدر .
اليأس من ايجاد رجال دولة ينتشلوا العراق من كارثة الافلاس من كل شيء اصبح يساور كل وطني شريف مخلص ، فلا امل لنا في هذه الطبقة السياسية الحاكمة اليوم الا مارحم ربي ، ويكفي رجاء رفع الشعارات المخجلة التي تنتشر هنا و هناك عن انجاز قام به هذا الحزب او ذاك ، وكفى الحديث عن بطولات وصولات سرمدية سطرها فلان او علان ، لقد دمرتم الحياة و وضعتم العاهات في كل ركن وفي كل صوب وليس لنا بكم رجاء .
الان ندعوا الله ان يمنحنا بهلول واحد ولا نريد بهاليل ، نريد واحد فقط يكون نديماً لكم وناصح عسى ان تنصتوا له وعسى ان يكون بمهارات بهلول الرشيد الذي يحكى عنه في سالف العصر والزمان ، والا اصبح العراق في خبر كان .
https://telegram.me/buratha